جنايات الجديدة تدين طبيبا تورط في إجهاض أدى إلى وفاة شابة بالوليدية

قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالجديدة، بإدانة طبيب عام يعمل بالمركز الصحي بمدينة الوليدية، والحكم عليه بخمس سنوات سجنا نافذا، بعد متابعته من طرف قاضي التحقيق في حالة سراح، بتهم تتعلق بـ”الإرشاد إلى الإجهاض الذي نتجت عنه وفاة امرأة حامل”.

وتعود تفاصيل القضية، حسب ما أوردته يومية “الصباح”، إلى حادث عرفته مدينة القنيطرة، حين نُقلت شابة في حالة حرجة إلى مستشفى الإدريسي وهي تعاني من مغص حاد ونزيف خطير، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد تناولها أقراصا للإجهاض حصلت عليها بعد عودتها من الوليدية، في محاولة لإنهاء حمل ناتج عن علاقة غير شرعية.

وأشارت التحقيقات الأولية، وفق “الصباح” إلى أن الهالكة كانت على علاقة غير شرعية مع شخص يمارس الرقية الشرعية، تسبب في حملها، وقدم لها أقراصا دوائية لإجهاض الجنين بحكم أنه متزوج ولا يرغب في افتضاح الأمر.

صديقة الضحية، حسب “الصباح” أدلت بشهادتها أمام عناصر الشرطة القضائية، مؤكدة أن الهالكة زارتها قبل الحادث وأخبرتها بكل تفاصيل علاقتها بالفقيه، كما زودتها برقم هاتفه تحسبا لأي طارئ، قبل أن تتلقى لاحقا اتصالا من أحد حراس الأمن بالمستشفى يُخبرها بوفاتها.

وبتعليمات من النيابة العامة، تم إخضاع جثة الضحية للتشريح الطبي، الذي كشف أن سبب الوفاة نزيف داخلي حاد ناجم عن تناول مادة سامة أدت إلى إجهاض الجنين.

ومع تقدم الأبحاث، كُلفت عناصر الدرك الملكي بالمركز القضائي لسيدي بنور بالتحقيق في القضية، حيث تم تفريغ وتحليل المكالمات الهاتفية الخاصة بالهالكة والفقيه، لتظهر خيوط جديدة تورط الطبيب.

وخلال استنطاقه، اعترف الطبيب بأنه استقبل الفقيه رفقة الشابة بمقر عمله بالمركز الصحي، وطلب منه الأخير أن يصف لها دواء يساعد على الإجهاض دون أن يذكر تفاصيل العلاقة بينهما، فقام بإرشاده إلى استعمال دواء خاص بالتهاب المفاصل معروف بتأثيراته الجانبية المسببة للإجهاض، دون أن يقدم وصفة طبية مكتوبة، وبعد أيام، تلقى الطبيب مكالمة من الضحية نفسها تخبره بأن الجنين لم يُسقط بعد، فأوصاها بمواصلة تناول الدواء حتى تحقق النتيجة المرجوة.

لكن الأمور، وفق ما أوردته “الصباح” سارت في اتجاه مأساوي، إذ تدهورت حالتها الصحية بشكل خطير إلى أن فارقت الحياة متأثرة بالنزيف، بينما لقي عشيقها “الراقي” حتفه بدوره في حادثة سير غامضة بعيد الواقعة، ليُغلق الملف على واحدة من القضايا التي هزت الرأي العام المحلي لما تحمله من أبعاد أخلاقية وطبية وإنسانية.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts