عرفت الجلسة الجديدة المنعقدة، الخميس، بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، في إطار ما يعرف إعلاميا بملف “إسكوبار الصحراء”، تطورات مهمة بعد الاستماع إلى أحد الشهود الرئيسيين في القضية، وهو صهر سعيد الناصيري.
في بداية الجلسة، تبين أن شاهدين لم يتوصلا بالاستدعاء، ليقرر رئيس الجلسة إعادة استدعائهما عبر الشرطة تحت إشراف النيابة العامة.
وتم لاحقا الاستماع إلى أحد الشهود الذي كان قد صرّح في بداية التحقيق بأنه يعمل مديرا لمركب نادي الوداد الرياضي، قبل أن يتضح خلال جلسة اليوم أن هذه المعلومة غير دقيقة، إذ أكد المعني بالأمر أنه كان موظفا في جهاز القوات المساعدة، والتحق بعد إحالته على التقاعد بالعمل لدى صهره سعيد الناصيري بصفة شخصية، وليس ضمن طاقم نادي الوداد البيضاوي.
وأوضح الشاهد أن مهامه كانت مرتبطة بخدمة الناصيري في أموره اليومية الخاصة، نافيا أن تكون له أي علاقة مباشرة بالمركب الرياضي أو بإدارة الوداد.
كما تراجع عن أقواله السابقة المتعلقة بسيارات كانت موضوع نقاش في الملف، موضحا أنه لم يلتحق بالعمل إلا سنة 2018، أي بعد الفترة الزمنية التي تحدث عنها التحقيق بخصوص تلك المركبات.
من جانبه، أوضح أشرف جدوي، عضو هيئة دفاع سعيد الناصيري، أن الجلسة كانت “مخصصة للاستماع إلى شاهد هو صهر موكلي، وقد نفى كل ما نسب إليه في محاضر الفرقة الوطنية”.
وأضاف أن الشاهد أكد للمحكمة أنه “لم يكن مديرا لمركب الوداد، ولم يعاين أي سيارات تخص المالي الموقوف في الملف”.
وأبرز أن أقوال الشاهد الجديدة “تنسف تصريحات سابقة وتؤكد أن العلاقة بينه وبين الناصيري كانت علاقة عمل شخصية فقط، لا علاقة لها بالنادي أو بالقضية موضوع المتابعة”.
وفي الاتجاه نفسه، أوضح المحامي امبارك المسكيني، عضو هيئة الدفاع، أن “المحكمة تستمع باهتمام إلى جميع التفاصيل، وقد بدأت تتضح الصورة الحقيقية شيئا فشيئا”.
وأضاف أن “ما جرى اليوم يصب في اتجاه واحد، هو تأكيد براءة سعيد الناصيري من التهم الموجهة إليه”، معتبرا أن “الحقائق التي تتكشف خلال الجلسات الأخيرة تظهر التناقضات في الشهادات السابقة، وتدعم موقف الدفاع في المطالبة بإنصاف موكله”.
وتتواصل جلسات هذا الملف الذي يحظى بمتابعة إعلامية واسعة، في انتظار استكمال الاستماع إلى باقي الشهود خلال الأسابيع المقبلة.