أثارت إصابة الحارس المغربي الشاب يانيس بنشاوش، قلقا واسعا في صفوف المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة، وكذلك بين الجماهير المغربية، وذلك عقب تعرضه لإصابة قوية على مستوى الركبة خلال مباراة نصف نهائي كأس العالم للشباب أمام المنتخب الفرنسي، التي جرت مساء الأربعاء على أرضية ملعب “إلياس فيغيروا براندير” بدولة الشيلي.
وخلال اللقاء الذي انتهى بفوز المغرب بركلات الترجيح وتأهله التاريخي إلى نهائي المونديال، اضطر بنشاوش إلى مغادرة أرضية الملعب في الشوط الثاني، بعد تدخل طبي عاجل بسبب معاناته من آلام حادة حالت دون قدرته على مواصلة اللعب، ليُعوّض بالحارس الثاني إبراهيم غوميس، قبل أن يشارك الحارس الثالث عبد الحكيم مصباحي في ركلات الترجيح ويتألق بشكل لافت في التصدي لمحاولات المنتخب الفرنسي، مانحا المغرب تذكرة العبور إلى النهائي لأول مرة في تاريخه.
وفي تصريح صحفي أدلى به بعد نهاية المباراة، أكد يانيس بنشاوش أنه يعاني من آلام شديد على مستوى الركبة ولا يستطيع ثنيها، مشيرا إلى أنه سيخضع لفحوصات طبية دقيقة صباح اليوم الخميس لتحديد طبيعة الإصابة ودرجة خطورتها، إضافة إلى المدة المحتملة للغياب عن الميادين.
وأوضحت مصادر طبية من داخل بعثة المنتخب المغربي أن الطاقم الطبي يتابع حالة بنشاوش عن قرب، وسيجري له فحصا بالرنين المغناطيسي (IRM) في أحد المستشفيات المحلية بمدينة فالباراييسو لتقييم مدى تأثر الأربطة أو الغضروف المفصلي، وهو ما سيحدد إمكانية مشاركته في المباراة النهائية التي يترقبها الشارع الرياضي المغربي بشغف كبير.
وتأتي هذه الإصابة في وقت حساس للغاية بالنسبة لـ”أشبال الأطلس”، إذ يعتمد المدرب محمد وهبي بشكل كبير على الحارس بنشاوش، الذي تألق طيلة مشوار البطولة وكان أحد أبرز ركائز المنتخب في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، بفضل ردة فعله السريعة وتمركزه الممتاز وقدرته على قيادة الدفاع بثقة.
الجمهور المغربي lمن جانبه عبّر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن تضامنه الكبير مع الحارس الشاب، متمنين له الشفاء العاجل والعودة القريبة إلى الميادين، معتبرين أن روحه القتالية وأداءه البطولي في المباريات السابقة كانا أحد مفاتيح نجاح المنتخب المغربي في البطولة.
ويعيش المنتخب الوطني حاليا أجواء من الحماس والتركيز استعدادا للمباراة النهائية المرتقبة، في وقت تتواصل فيه التحضيرات وسط تفاؤل كبير بإمكانية كتابة فصل جديد من تاريخ الكرة المغربية، رغم الصعوبات والإصابات التي تواجه الفريق.
وتجدر الإشارة إلى أن تأهل المغرب إلى نهائي كأس العالم لأقل من 20 سنة يُعد إنجازا غير مسبوق يؤكد التطور الكبير الذي تشهده كرة القدم الوطنية على مستوى الفئات السنية، ويُبرز نجاح سياسة التكوين التي تنتهجها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم منذ سنوات.