الشباب يعودون للاحتجاج بمطالب إصلاح التعليم والصحة ومحاربة الفساد (فيديو)

الشباب يعودون للاحتجاج بمطالب إصلاح التعليم والصحة ومحاربة الفساد

تجددت مساء السبت بساحة الماريشال في الدارالبيضاء، احتجاجات شبابية نظمها نشطاء من حركة “جيل زد”، مطالبين بإصلاحات تمس التعليم والصحة والشغل.

وسط أجواء سلمية وحضور أمني، رفع المحتجون شعارات تدعو إلى “الكرامة والعدالة الاجتماعية والتعليم الجيد والصحة للجميع”، مؤكدين أن تحركاتهم لا تستهدف أي جهة سياسية، بل تعبّر عن “وعي مدني جديد يسعى إلى إصلاح الوطن من الداخل لا إلى مواجهته”.

أحد الشباب تحدث بنبرة حماسية، وقال: “حنا ماشي ضد الدولة ولا ضد الملك، بالعكس، حنا مع المؤسسات، ولكن باغين إصلاح حقيقي، باغين تعليم حقيقي وصحة جيدة، وبغينا نحاربو الفساد اللي ولى كينخر المجتمع”.

وأضاف أن “جيل زد ما بقاش باغي الشعارات، باغي نتائج ملموسة يحس بها المواطن فالحياة اليومية”.

فقدان الثقة في الأحزاب

في حديث آخر، عبّر أحد المتظاهرين عن فقدان جيله للثقة في الأحزاب السياسية الحالية قائلا: “ما بقاش عندنا ثقة فالأحزاب، لأننا شفناهم فالحكومة وما قدروش يحققوا الدولة الاجتماعية اللي وعدونا بها. التعليم مازال مهمّش، والصحة متدهورة، والقرارات كتجي بلا رؤية واضحة”.

وأوضح أن الحركة الشبابية لا تسعى إلى الصدام، بل إلى إيصال صوتها بطرق سلمية ومسؤولة: “حنا ماشي فوضويين، ولا كنحرضوا على الفتنة، بالعكس، را كنغنّيو النشيد الوطني، ورافعين راية البلاد وصور سيدنا الله ينصرو، حيث كنآمنو أن الملك هو اللي قادر يقود الإصلاح الحقيقي”.

انتقادات للواقع الصحي والتعليمي

ولم تخل كلمات الشباب من انتقادات حادة للواقعين الصحي والتعليمي، حيث قال أحدهم: “ما يمكنش نحلموا بدولة اجتماعية والتعليم فحال هكا والصحة فحال هكا. باش دير سكانير خصك الرشوة، وخصك تعرف شي واحد. البيروقراطية والفساد ولاو حواجز قدام المواطن البسيط”.

وأضاف آخر: “ماشي كنبغيو البنايات فقط، بغينا الضمائر، لأن السبيطار بلا أطباء نزهاء بحال بيت بلا روح”.

وفيما عبّر البعض عن تذمرهم من ما اعتبروه “أولويات غير منطقية”، قال شاب كان يحمل حقيبة دراسته: “أنا كنت فالقراية، ووقفت غير باش نجي لهنا، حيث متضرر. ماشي معقول نبنيو الملاعب وناس ما لقاتش فين تتعالج. التيران للتّرفيه، ولكن الصحة والتعليم أولى”.

خطاب ملكي “صادق ومسؤول”

العديد من المتحدثين استحضروا الخطاب الملكي الأخير في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان، واعتبروه “رسالة واضحة للحكومة والنواب لتحمل المسؤولية”.

وقال أحدهم: “الملك قالها بصراحة، المسؤولية ماشي غير على الحكومة، حتى النواب اللي كيمثلونا خاصهم يتحركوا. حنا ما كنهاجمو حتى واحد، ولكن خاص الإصلاح يكون شامل وجريء”.

ثقافة احتجاج جديدة

ورغم نبرة الغضب في بعض التصريحات، برزت وسط المتظاهرين روح سلمية ومسؤولة، إذ شدد معظم المشاركين على أن احتجاجاتهم ستبقى حضارية. “الاحتجاج خصو يبقى سلمي، لأننا شباب مسالم، باغين نوصلوا صوتنا بلا فوضى. العنف ما كينتج والو، غير كيولد العنف”، يقول أحد النشطاء، قبل أن يختم بتحية نضالية وسط تصفيق الحاضرين.

وتعكس هذه الوقفة كسابقاتها تحوّلا نوعيا في شكل التعبير السياسي لدى الشباب المغربي، الذين باتوا يطالبون بإصلاح عميق يربط المسؤولية بالمحاسبة، ويضع التعليم والصحة في صدارة الأولويات.

كما تبرز أن “جيل زد” يمثل صوتا جديدا داخل المشهد المغربي، يطالب بمغرب أكثر عدلا وشفافية، ويؤمن بأن التغيير الحقيقي يمر عبر السلمية، الحوار، والإرادة الجماعية في بناء وطن يليق بشبابه.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts