أعاد تأهل منتخب المغرب لأقل من 20 عاما إلى نهائي كأس العالم للشباب، الأضواء إلى نبوءة قديمة للمدرب واللاعب الأرجنتيني الأسطوري كارلوس بيلاردو، الذي تنبّأ قبل نحو خمسين عاما بتفوّق كرة القدم الإفريقية، وصعود المغرب إلى قمة المشهد العالمي.
ففي مقابلة تلفزيونية تعود إلى منتصف سبعينيات القرن الماضي، قال بيلاردو، الذي يعد من أبرز الأسماء في تاريخ الكرة الأرجنتينية، إنه يرى أن “مستقبل كرة القدم سيكون في إفريقيا، وتحديدا في المغرب”.
وأضاف حينها: “عندما زرت المغرب عام 1975، قلت إن كرة القدم الحقيقية تلعب هناك. في إفريقيا ما زال الناس يمارسون اللعبة في الشوارع بحب وشغف، على عكس أوروبا وأميركا الجنوبية، حيث أصبح اللعب في الشوارع نادرا”.
وأشار بيلاردو، البالغ من العمر اليوم 87 عاما، إلى أن المغرب ومعه منتخبات كبرى مثل الكاميرون ونيجيريا وجنوب إفريقيا وتونس، تمتلك “الروح والموهبة الفطرية” التي تجعلها قادرة على منافسة أقوى المنتخبات العالمية في المستقبل.
واليوم، ومع وصول المغرب إلى نهائي مونديال الشباب تحت 20 عاما في تشيلي، بعد إنجاز المنتخب الأول في مونديال قطر 2022 وبلوغه نصف النهائي كأول منتخب عربي وإفريقي يحقق ذلك، يبدو أن نبوءة بيلاردو تتحقق حرفيا.
فقد أصبحت كرة القدم المغربية مثالا للتطور الكروي المتكامل، بفضل رؤية واضحة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، واستثمار طويل الأمد في البنية التحتية والتكوين، مما أثمر عن نجاحات متتالية في مختلف الفئات العمرية.
كما عزز المنتخب الأولمبي المغربي هذا المسار بحصوله على الميدالية البرونزية في أولمبياد باريس 2024، ليؤكد أن ما يعيشه المغرب اليوم ليس صدفة رياضية، بل ثمرة مشروع كروي وطني متكامل جعل من المملكة قاطرة لكرة القدم الإفريقية.
وسيخوض أشبال الأطلس فجر الاثنين المقبل النهائي التاريخي أمام الأرجنتين على ملعب سانتياغو الوطني في تشيلي، في مواجهة رمزية تجمع بين بلد حقق النبوءة، وآخر نطق بها قبل نصف قرن.
