نهائي مونديال الشيلي.. الدار البيضاء تعيش على إيقاع أجواء مفعمة بالتفاؤل والحس الوطني

شوارع وأحياء العاصمة الاقتصادية المباراة النهائية لكأس العالم

تعيش مدينة الدار البيضاء، على غرار باقي مدن المملكة، أجواء من الترقب المفعمة بالتفاؤل والحس الوطني، قبل ساعات من انطلاق المباراة النهائية لكأس العالم بالشيلي لأقل من 20 سنة، التي تجمع بين المنتخب المغربي ونظيره الأرجنتيني على أرضية الملعب الوطني خوليو مارتينيز برادانوس بالعاصمة الشيلية سانتياغو.

وعلى الرغم من أن اللقاء يقام في ساعة متأخرة من الليل (منتصف الليل بالتوقيت المغربي)، فإن الحماس يملأ الشوارع والمقاهي والأحياء الشعبية، حيث تتأهب ساكنة الدارالبيضاء العاشقة لكرة القدم لمتابعة الفصل الأخير من ملحمة الأبطال، التي خطها أشبال الأطلس بعرقهم وعزيمتهم على الأراضي الشيلية.

وفي ما تستعد بعض المقاهي لاستقبال محبي النخبة الوطنية، تفضل عائلات بيضاوية متابعة المباراة النهائية لكأس العالممن منازلها نظرا لتأخر توقيتها، غير أن ذلك لا يقلل من حرارة المشاعر ولا من الالتفاف الوطني الكبير حول هذه الكتيبة الشابة، التي نجحت في إحياء الحلم المغربي في إحراز اللقب العالمي.

وقبل ساعات من صافرة البداية، بدأت مظاهر الاستعداد الجماهيري تملأ مختلف أرجاء العاصمة الاقتصادية، خاصة المقاهي والمطاعم الممتلئة بجماهير تمثل مختلف الفئات العمرية والشرائح المجتمعية قاسمهم المشترك مؤازرة “أشبال الأطلس” في هذه المقابلة المصيرية ودعمهم اللامشروط للمنتخب لتحقيق نتيجة مشرفة، وبالتالي كتابة صفحة مشرقة تنضاف لأمجاد كرة القدم المغربية.

وهكذا ، تعيش المدينة أجواء المباراة النهائية لكأس العالم، التي ستحسم أمر المتوج باللقب، على إيقاع حركية غير عادية، حيث كل الطرق تؤدي إلى الفضاءات والأماكن التي تنقل المباراة وتستقبل الجماهير المرتدية لأقمصة المنتخب الوطني المغربي وحاملة الأعلام الوطنية ،وقلوبها مع الأشبال لكسب الرهان وإسعاد المغاربة .

وفي أجواء احتفالية وحماسية، عبرت الجماهير البيضاوية، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن مساندتها لأشبال الأطلس في هذه المباراة القوية، آملين أن يخلق الفريق المغربي الحدث ويتوج بالكأس الغالية.

وفي هذا الصدد ، يقول الطالب الجامعي مروان، وهو يتهيأ لموعد المباراة، إنه اتفق مع زملائه على تنظيم حفل خاص داخل منزله لمتابعة اللقاء في أجواء جماعية، مردفا بحماس “سنقتسم وجبة العشاء ونشجع الأشبال كما لو كنا في المدرجات. وبعد التتويج إن شاء الله، سنتوجه للاحتفال في كورنيش عين الذئاب”.

ويضيف بابتسامة واثقة “هذا الجيل من اللاعبين يستحق اللقب، وإن كانت المسافات تفصلنا عنهم، فإن قلوبنا معهم في سانتياغو، وسنكون في استقبالهم بالمطار حين يعودون بالكأس”.

من جهتها، أعربت السعدية، تاجرة مواد تنظيف بأحد الأحياء الشعبية، عن لهفتها الكبيرة لمتابعة المباراة، قائلة “لقد أعادنا الأشبال إلى أجواء مونديال قطر، إلى تلك الليالي التي كانت الأحياء تمتلئ فيها بالفرح والزغاريد. لقد عشنا معهم أياما لا تنسى”.

وتروي السعدية، بابتسامة تجمع بين الحنين والفخر، أنها لم تكن تفوت حضور مباريات المنتخب المغربي في الدار البيضاء، وأنها تتابع بشغف كل المنتخبات الوطنية، بمختلف فئاتها، على شاشة التلفاز، مضيفة “الليلة سأتابع المباراة مع أبنائي الذين سيتوحدون هذه المرة حول اللونين الأحمر والأخضر، بدل نقاشاتهم المعتادة حول الوداد والرجاء!”.

وفي الجهة الأخرى من المدينة، يعيش طارق، موظف بإحدى الشركات الخاصة، حالة مزيج من الترقب والتوتر، إذ يقول “الوقت يمر ببطء… أشعر بالضغط مع اقتراب صافرة البداية، وأتمنى أن نعيش فرحة التتويج التي طال انتظارها”.

ويضيف بثقة مشوبة بالانفعال “أؤمن بقدرات هذا الجيل من المبدعين، لكن قوة المنتخب الأرجنتيني تجعل الأعصاب مشدودة. سأتابع المباراة وحيدا في البيت، لكن الاحتفال سيكون جماعيا مع الأصدقاء والجيران بعد تحقيق اللقب، بإذن الله”.

بين شوارع الدار البيضاء وأزقتها، يتجلى نبض الوطن في أبهى صوره: حماس، فخر، وتفاؤل بلا حدود، وإيمان قوي بأن “أشبال الأطلس” قادرون على كتابة فصل جديد في تاريخ الكرة المغربية، وأن المستحيل.. ليس مغربيا.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts