أعرب مدرب المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة، محمد وهبي، عن امتنانه العميق لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على الرعاية والدعم الكبير الذي يقدمه لتطوير كرة القدم الوطنية، مؤكدا أن هذا الاهتمام السامي شكّل دافعا رئيسيا للاعبين للوصول إلى التتويج بكأس العالم تشيلي 2025.
وقال وهبي في تصريح صحافي عقب الإنجاز التاريخي: “أعبر عن امتناني وشكري لجلالة الملك الذي مكننا بفضل اهتمامه من تحقيق هذا الحلم العالمي… إنها فرحة عارمة… منذ سنوات ونحن ننتظر تحقيق هذا الإنجاز”.
وأضاف: “الرعاية السامية التي يوليها جلالة الملك للرياضة وللشباب شكلت محفزا قويا لهؤلاء اللاعبين الذين آمنوا بهذا الحلم الذي تحول اليوم إلى حقيقة”.
من جهته، قال هدّاف النهائي ياسر الزابيري: “مسار البطولة كان صعبا وشاقا، لكننا واجهنا كل فريق بروح قتالية وثقة كبيرة. هذا الإنجاز تحقق بفضل تضافر جهود جميع اللاعبين والطاقم التقني، ودعم الجماهير المغربية التي كانت حاضرة بقوة في الشيلي”.
وأضاف الزابيري أن روح الفريق والانضباط التكتيكي كانا مفتاح النجاح طوال البطولة.
وانطلقت رحلة أشبال الأطلس في كأس العالم تحت 20 سنة ضمن دور المجموعات، حيث قدم الفريق أداء قويا ومبشرا. إذ فاز على إسبانيا 2-0 في المباراة الافتتاحية، قبل أن يواصل التألق بالفوز على البرازيل 2-1، قبل أن يختتم دور المجموعات بخسارة أمام المكسيك 0-1، التي لم تؤثر على تطور الفريق ولم تمنعهم من مواصلة المشوار بثقة.
في دور ثمن النهائي، نجح المنتخب المغربي في تجاوز منتخب كوريا الجنوبية 2-1، قبل أن يحقق فوزا هاما على الولايات المتحدة الأمريكية 3-1 في ربع النهائي، مسجلا مستويات عالية من الانضباط التكتيكي والهجومي.
وجاءت اللحظة الحاسمة في نصف النهائي، حين واجه أشبال الأطلس منتخب فرنسا، حيث انتهت المباراة بالتعادل 1-1، ليحسمها المغرب بركلات الترجيح 5-4 في واحدة من أكثر مباريات البطولة إثارة وتشويقا، مؤكدين على القدرة على الصمود أمام أقوى المنتخبات.
دخل المغرب النهائي أمام الأرجنتين، المرشح الأقوى للقب، بعد أن حقق التانغو العلامة الكاملة في جميع مبارياته السابقة، مسجلا 15 هدفا واستقبل هدفين فقط.
ومع ذلك، أظهر أشبال الأطلس شجاعة فائقة ومهارة فنية عالية، حيث افتتح ياسر الزابيري التسجيل في الدقيقة 12 بتسديدة ذكية فوق الحارس، قبل أن يعزز التقدم بالهدف الثاني في الدقيقة 29 بعد تمريرة متقنة من عثمان معما، ليؤكد تفوق المغرب على منتخب مرشح للقب.
ورغم ضغط الأرجنتين واستحواذها على الكرة في الشوط الثاني، حافظ الدفاع المغربي بقيادة إسماعيل باعوف وفؤاد الزهواني على صلابته، بينما تألق الحارس إبراهيم غوميس في التصدي لعدة محاولات خطيرة، ليحسم أشبال الأطلس المباراة لصالحهم ويكتبوا تاريخ كرة القدم المغربية.
مع صافرة النهاية، انفجرت فرحة لاعبي المغرب والجماهير المغربية في الملعب وفي الوطن، ليصبح المغرب أول منتخب أفريقي منذ 42 عاما يتمكن من هزيمة الأرجنتين في نهائي كأس العالم للشباب، ويحقق ثاني تتويج قاري بعد غانا عام 2009.
هذا الفوز التاريخي يمثل رمزا للانتصار العربي والإفريقي على أعلى المستويات، ويعكس قوة العمل المنهجي في تطوير الفئات السنية المغربية.
هذا الإنجاز يعكس بوضوح نجاح المغرب في تطوير كرة القدم الوطنية عبر الفئات السنية، حيث أثبت الفريق قدرته على التفوق على منتخبات كبرى مثل إسبانيا والبرازيل وفرنسا.
مسار أشبال الأطلس في مونديال تشيلي 2025، لم يكن مجرد منافسة رياضية، بل كان ملحمة كروية تجمع بين الشجاعة والانضباط والإصرار، ليصبح هذا الجيل من اللاعبين أيقونة حقيقية للإبداع الكروي المغربي ومصدر فخر لكل المغاربة داخل الوطن وخارجه.
المغرب أصبح ثاني منتخب إفريقي يتوج بكأس العالم تحت 20 سنة بعد غانا عام 2009، وأول منتخب عربي يحقق هذا الإنجاز، ما يجعل هذا التتويج علامة فارقة في تاريخ الكرة العالمية، ويؤكد صعود الكرة المغربية على الساحة الدولية.