تحولت مدينة الدار البيضاء، في ساعات فجر الاثنين الأولى إلى مسرح كبير للفرح الوطني، بعد فوز المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة بكأس العالم لكرة القدم (مونديال الشباب بالشيلي 2025)، في إنجاز تاريخي غير مسبوق أدخل الفخر إلى قلوب المغاربة.
منذ إطلاق الحكم صافرة النهاية، تدفقت الجماهير من كل الأحياء نحو الشوارع والساحات الكبرى للاحتفال بإنجاز “أشبال الأطلس”، في مشهد اختلطت فيه الزغاريد بالأهازيج، والدموع بالابتسامات.
وقالت شابة عشرينية بصوت تغمره الدهشة والفرح: “اليوم بزاف زوينة… ما عمري حسّيت بحال هكا، وكنتمنى نبقاو ديما رابحين، وديما مغرب!”.
وقال آخر “أول مرة في التاريخ كنحتافلو كاملين هكا، تبارك الله على ولاد بلادنا، دراري واعرين بزاف، ومقابلة اليوم كانت شيقة وزوينة بزاف”.
كلماتها لخصت مشاعر الآلاف ممن خرجوا ليعيشوا لحظة نادرة في تاريخ الرياضة المغربية. فقد غصّ الكورنيش بالسيارات التي تزينها الأعلام المغربية، بينما كانت الأغاني الوطنية تصدح من مكبرات الصوت، وأصوات أبواق السيارات تشكل سيمفونية فرح جماعي امتدت حتى ساعات الفجر.
وأفاد شاب آخر “كأس العالم ماشي سهلة، ولكن دراري ديالنا بيّنو المستوى العالي، المدرب وهبي خدم مزيان، الله يعطيه الصحة. اليوم المغرب كيشوف ثمرة العمل والجدّ، وكنقولو من القلب ديما مغرب”.
كما لم تغب العبارات الوطنية عن المشهد، إذ ردد الجميع بصوت واحد بما فيهم الصغار: “ديما مغرب، ديما مغرب ”.
الاحتفالات في الدار البيضاء لم تكن فقط فرحة بانتصار كروي، بل لحظة رمزية جسدت وحدة المغاربة حول حلم واحد، وإيمانهم بجيل جديد من اللاعبين الذين أثبتوا أن الطموح والإصرار قادران على تحقيق المستحيل.
ليلة تاريخية ستبقى محفورة في ذاكرة الدارالبيضاء كواحدة من أجمل ليالي الفرح المغربي، ليلة حملت للعالم رسالة واحدة: المغرب كتب التاريخ من جديد.