داخل مقهى في الدارالبيضاء، كان الزبائن مشدوهين أمام شاشات التلفاز الكبيرة، كل عينين مثبتتين على دقائق المباراة الأخيرة من نهائي مونديال الشباب، والهواتف المحمولة موجهة نحو الشاشة لتوثيق كل لحظة، بينما الأجواء مشحونة بالتوتر والترقب.
ومع صافرة النهاية التي أعلنت فوز المغرب على الأرجنتين بهدفين نظيفين بمونديال الشباب، انفجر المكان فجأة بالزغاريد والهتافات، وتحولت أصوات الجماهير إلى موجة واحدة من الفرح الصاخب.
الرجال والنساء، الشباب والشابات، كبارا وصغارا، نهضوا من مقاعدهم، وبدأوا يلوّحون بالأعلام المغربية ويصافحون بعضهم البعض، في مشهد امتزجت فيه الدموع بالضحكات، والدهشة بالفخر.
انطلقت الأغاني الوطنية من مكبرات الصوت، وصوت أبواق السيارات، لتملأ المقهى، وصار المكان كله صار جزءا من الاحتفالات الجماعية التي عمّت شوارع الدارالبيضاء.
ليلة بيضاء هذه لم تكن مجرد احتفال بانتصار كروي بمونديال الشباب، بل كانت مشهدا يرمز إلى الوحدة الوطنية والانتماء، وفرصة لتأكيد أن إنجاز أشبال الأطلس ليس مجرد فوز في ملعب، بل هو فرحة جماعية عبّرت عن طموح وطن بأكمله، وعكست روح المغاربة الذين يعرفون كيف يحولون كل انتصار رياضي إلى لحظة من الفخر والبهجة الوطنية.