تصدّر التتويج التاريخي للمنتخب المغربي بلقب كأس العالم لكرة القدم لأقل من 20 سنة اهتمامات الصحافة العربية بمختلف بلدانها، التي خصصت صفحاتها الرياضية وعناوينها الرئيسية للاحتفاء بـ”أشبال الأطلس”، معتبرة أن هذا الإنجاز غير المسبوق يمثل لحظة فارقة في مسار كرة القدم العربية والإفريقية.
فمن المنامة إلى القاهرة، مرورًا بتونس والدوحة وأبوظبي، أجمعت وسائل الإعلام العربية على أن تتويج المغرب باللقب العالمي بعد فوزه على الأرجنتين (2-0) في النهائي الذي احتضنته العاصمة الشيلية سانتياغو، يشكل تتويجًا مستحقًا لمسار استثنائي حافل بالأداء الراقي والروح الجماعية.
في البحرين، كتبت صحيفة الوطن أن المغرب “صنع التاريخ” بتتويجه بكأس العالم للشباب لأول مرة، مشيرة إلى أن المملكة أصبحت أول بلد عربي وثاني بلد إفريقي بعد غانا يحقق هذا اللقب العالمي. فيما أبرزت صحيفة البلاد مشاهد “دموع الفرح واحتفالات تاريخية” للاعبين والمدرب محمد وهبي عقب الفوز، مؤكدة أن “أشبال الأطلس شقوا طريقهم نحو المجد بثقة وإصرار”.
وفي تونس، وصفت صحيفة الصباح الإنجاز المغربي بأنه “صفحة جديدة في تاريخ الكرة العربية”، مبرزة أن منتخب الشباب المغربي واصل سلسلة النجاحات التي بدأتها الكرة الوطنية منذ مونديال قطر 2022. أما موقع باب نت فاختار عنوانًا معبّرًا: “في إنجاز أسطوري.. المغرب يقهر الأرجنتين ويتوج بكأس العالم للشباب لأول مرة في تاريخه”.
وفي قطر، خصصت صحيفة الراية حيزًا واسعًا للحدث، معتبرة أن “المغرب كتب فصلًا جديدًا في تاريخ كرة القدم العربية”، مشيدة بالدور الكبير لأكاديمية محمد السادس لكرة القدم في تكوين جيل ذهبي قادر على المنافسة العالمية. أما صحيفة العربي الجديد فاعتبرت أن “شمس الكرة العربية أشرقت من المغرب”، مؤكدة أن التتويج يعكس نهضة كروية شاملة تعيشها المملكة في مختلف الفئات.
وفي الإمارات، عنونت صحيفة الإمارات اليوم صفحتها الرياضية بـ”شمس كرة القدم تشرق من المغرب”، مشيدة بالأداء المبهر للمنتخب المغربي الذي “دوّن اسمه بأحرف من ذهب في سجل البطولات العالمية”. وكتبت صحيفة الخليج أن “المغرب يسطر التاريخ”، فيما وصفت البيان الإنجاز بـ”الفصل الجديد في ملحمة الكرة العربية”، مؤكدة أن المغرب أصبح “تاسع فريق يتوج بكأس العالم للشباب خلال آخر تسع نسخ”.
أما الصحافة المصرية، فقد أبرزت هي الأخرى حجم الإنجاز وأبعاده الرمزية. فقد كتبت اليوم السابع أن “أسود الأطلس حصدوا الذهب عن جدارة واستحقاق”، فيما اعتبرت بوابة الأهرام أن الفوز “فتح صفحة جديدة في تاريخ الكرة المغربية والعربية”. وأشارت صدى البلد إلى أن التتويج “يمثل ثمرة لتطور المنظومة الكروية المغربية وتخطيطها المحكم في تكوين المواهب”.
وأجمعت مختلف وسائل الإعلام العربية على أن هذا التتويج هو ثمرة رؤية استراتيجية مغربية في تطوير البنية التحتية والتكوين الرياضي، بقيادة أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، مؤكدين أن المغرب بات نموذجًا يحتذى به عربيًا وإفريقيًا في الاستثمار في الأجيال الصاعدة.
واعتبرت الصحف أن هذا الإنجاز “يمتد صداه إلى كل الوطن العربي”، لأنه يعزز حضور الكرة العربية على الساحة العالمية، ويؤكد أن العمل القاعدي والتكوين المنهجي قادران على صناعة الأبطال وتحقيق المستحيل.
الصحافة العربية، بمختلف توجهاتها، لم ترَ في تتويج المغرب بكأس العالم للشباب مجرد فوز رياضي، بل إنجازًا حضاريًا عربيًا يُجسد نجاح مشروع كروي مغربي طويل الأمد، ويفتح آفاقًا جديدة لكرة القدم في المنطقة.
