أكدت صحيفة “الشروق” التونسية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أن قصة النجاح والإقلاع الكروي في المغرب لم تكن وليدة الصدفة، بل بدأت مع تأسيس أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي شكلت اللبنة الأولى لمشروع متكامل يقوم على التكوين العلمي والرياضي، ويهدف إلى صناعة جيل من المواهب القادرة على تمثيل المغرب في مختلف المحافل الدولية.
وأوضحت الصحيفة في مقال بعنوان “كيف نستفيد من التجربة المغربية في كرة القدم؟” أن هذه الأكاديمية التي أُنشئت ضمن رؤية ملكية استراتيجية جاءت في سياق ثورة شاملة عرفها قطاع كرة القدم في المغرب، شملت تطوير البنية التحتية، واستقطاب أبرز الكفاءات الفنية، وجلب المواهب المغربية المقيمة بالخارج، ما ساهم في بناء قاعدة صلبة للمنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها.
وأشارت “الشروق” إلى أن العمل القاعدي والاستثمار في التكوين يمثلان جوهر المشروع الكروي المغربي، حيث تدمج الأكاديمية بين التعليم الأكاديمي والتدريب الرياضي وفق معايير احترافية، وهو ما أثمر جيلاً ذهبياً من اللاعبين الذين تألقوا في البطولات القارية والعالمية.
وأضافت الصحيفة أن هذه الجهود أثمرت إنجازات تاريخية، أبرزها بلوغ المنتخب المغربي نصف نهائي كأس العالم 2022 بقطر، بفضل لاعبين تخرجوا من الأكاديمية مثل عز الدين أوناحي، يوسف النصيري، ونايف أكرد. كما واصل منتخب أقل من 20 سنة تألقه بعد تتويجه مؤخرًا بكأس العالم للشباب في الشيلي، بفضل لاعبين مكونين داخل الأكاديمية على غرار الزهواني، الصادق، الزبيري، وخليفي.
وأبرزت “الشروق” أن هذه النجاحات لم تتوقف عند فئة الرجال فقط، بل شملت أيضًا منتخبات السيدات والمحليين، الذين بصموا على نتائج متميزة في مختلف المسابقات، بما في ذلك برونزية أولمبياد باريس 2024، معتبرة أن هذا النجاح المتواصل هو نتيجة طبيعية لـ”العمل الجاد والتخطيط السليم وحسن استثمار المواهب داخل بيئة نظيفة بعيدة عن العشوائية والمحسوبية”.
وختمت الصحيفة مقالها بالتأكيد على أن التجربة المغربية تمثل نموذجًا ملهمًا يستحق الدراسة والتأمل في المنطقة العربية، داعية إلى الاستفادة من الدروس المستخلصة من التجربة المغربية في تطوير كرة القدم التونسية، مع احترام الخصوصيات المحلية، مؤكدة أن الاعتراف بنجاح الآخر لا ينتقص من أحد، بل يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الرياضي والبشري بين البلدين الشقيقين.