وافق النجم المغربي حكيم زياش على الانتقال إلى صفوف نادي الوداد الرياضي، في صفقة تمتد لموسم واحد، ليطوي بذلك صفحة عطالة استمرت منذ شهر ماي الماضي عقب نهاية عقده مع نادي الدحيل القطري.
وأكد الصحافي الإيطالي المتخصص في انتقالات اللاعبين، عبر صفحتيه الرسمية على “إنساغرام” و”فيسبوك”، أن زياش حسم قراره بالعودة إلى المغرب بعد قبوله العرض الودادي، مشيراً إلى أن الصفقة تمت في إطار انتقال حر، وأن اللاعب البالغ من العمر 32 عاماً يستعد لبدء مرحلة جديدة في مسيرته الكروية داخل البطولة الوطنية الاحترافية.
Voir cette publication sur Instagram
وبحسب معطيات من مصادر متطابقة فقد توصل مسؤولو الوداد الرياضي إلى اتفاق مبدئي مع زياش على تفاصيل العقد، في انتظار إتمام مراسم التوقيع الرسمي خلال الأيام المقبلة. كما أوضحت المصادر أن رئيس النادي، هشام أيت منا، أجرى اتصالات مباشرة مع اللاعب وممثليه تم خلالها الاتفاق على البنود الأساسية للصفقة.
ومن المرتقب أن ينضم زياش إلى صفوف الوداد إلى جانب الدولي المغربي نور الدين أمرابط، في تجربة تعد الأولى له داخل البطولة الوطنية، بعد مسيرة احترافية طويلة قادته عبر محطات كبرى أبرزها أياكس أمستردام الهولندي وتشيلسي الإنجليزي والدحيل القطري.
يُذكر أن حكيم زياش، الملقب بـ“الساحر”، يُعتبر من أبرز اللاعبين الذين مرّوا على الكرة المغربية، بفضل مهاراته الفنية العالية وقدرته على صناعة الأهداف وتنفيذ الكرات الثابتة بإتقان. وسبق له أن نال إشادات واسعة في أوروبا بعد تألقه مع أياكس خلال موسم 2018–2019، حيث اختير ضمن أفضل ثلاثة لاعبين في دوري أبطال أوروبا لذلك العام.
ويُنتظر أن يشكل التحاق زياش بنادي الوداد الرياضي دفعة قوية للفريق الأحمر، في ظل سعيه لاستعادة بريقه محلياً وقارياً، وللاعب نفسه فرصة للعودة إلى الأضواء عبر بوابة وطنه المغرب.
حكيم زياش… الساحر المغربي الذي صنع المجد بين هولندا وإنجلترا وقطر
يُعد الدولي المغربي حكيم زياش، المولود في 19 مارس 1993، أحد أبرز الأسماء في كرة القدم المغربية الحديثة. يشغل مركز الجناح الأيمن، كما يمتلك القدرة على اللعب كصانع ألعاب في الوسط الهجومي، ويُعرف بمهاراته التقنية العالية في المراوغة والتسديد وصناعة الفرص، فضلاً عن تميزه في تنفيذ الكرات الثابتة. وقد لُقّب بـ”الساحر” من قبل جماهير ناديه السابق أياكس أمستردام، لما يقدمه من لمسات فنية مبهرة على أرض الملعب.
بدأ زياش مسيرته الاحترافية مع هيرنفين الهولندي سنة 2012، قبل أن ينتقل إلى تفينتي أنشخيدة عام 2014. وفي سنة 2016، وقع عقداً مدته خمس سنوات مع أياكس أمستردام مقابل 11 مليون يورو، حيث عاش هناك أفضل فتراته الكروية، خاصة في موسم 2018–2019 الذي شهد تسجيله 16 هدفاً وصناعته 13 تمريرة حاسمة، ما جعله من أبرز نجوم الدوري الهولندي في ذلك الوقت.
في صيف 2020، انتقل زياش إلى تشيلسي الإنجليزي في صفقة بلغت قيمتها 40 مليون يورو (قابلة للارتفاع إلى 44 مليوناً)، وخاض تجربة مميزة في الدوري الإنجليزي الممتاز قبل أن يواصل مسيرته الاحترافية مع نادي الدحيل القطري.
خلال مسيرته، اختير زياش ضمن أفضل ثلاثة لاعبين في دوري أبطال أوروبا لعام 2019، كما نال المركز 29 في قائمة صحيفة “الغارديان” لأفضل 100 لاعب في العالم في نهاية العام ذاته.
منذ التحاقه بالمنتخب المغربي سنة 2015، أظهر زياش روحاً وطنية عالية، حيث تبرع بجميع مكافآته الدولية لصالح جمعيات خيرية وموظفي المنتخب، في مبادرة نالت تقديراً واسعاً من الجماهير.
جذوره ونشأته
وُلد حكيم زياش في مدينة درونتن الهولندية، وينحدر من أسرة مغربية أمازيغية من تافوغالت بإقليم بركان شمال شرق المغرب. نشأ في كنف أسرة كبيرة تتألف من تسعة أبناء، وكان أصغرهم. هاجر والده إلى هولندا سنة 1967 بحثاً عن حياة أفضل، حيث عمل في أحد المصانع، بينما تكفلت والدته بتربية الأبناء.
منذ طفولته، ارتبط زياش ارتباطاً وثيقاً بكرة القدم، إذ كان يقضي معظم وقته في اللعب في ساحات الحي وملاعب “كرويف كورت” بمدينة درونتن. كان متأثراً بأساطير مثل رونالدينيو وزين الدين زيدان، وكان يشاهد مقاطعهم التدريبية يومياً على موقع “يوتيوب” وهو في سن العاشرة.
بدأ مشواره الكروي مع نادي ريال درونتن المحلي سنة 2001، وهناك تعرّف على عزيز ذو الفقار، أول لاعب مغربي في الدوري الهولندي، والذي شجعه على مواصلة طريق الاحتراف. لاحقاً، انضم إلى أكاديمية هيرنفين، حيث صقل موهبته وقدّم مؤشرات واعدة منذ صغره.
مرّ زياش بطفولة صعبة بعد وفاة والده سنة 2003 إثر مرض عضلي، وهو في العاشرة من عمره، ما شكل له صدمة كبيرة. واجهت عائلته تحديات اجتماعية واقتصادية قاسية، غير أن عزيمته وإصراره على النجاح مكّناه من تجاوز تلك المرحلة وبناء مسيرة كروية مبهرة.
