بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المرحوم الفنان عبد القادر مطاع.
وقال الملك، في هذه البرقية: “تلقينا ببالغ التأثر والأسف نعي الفنان القدير عبد القادر مطاع، أحسن الله قبوله إلى جواره”.
وأضاف جلالته “وبهذه المناسبة الأليمة، نعرب عن تعازينا الحارة ومواساتنا الخالصة لكم، ولكافة أهلكم وذويكم، ولأسرة الفن الوطنية التي ودعت برحيل الفقيد المبرور قامة مبدعة من رعيلها الأول، والذي ترك عبر مسيرة عقود من العطاء والاجتهاد، بالغ الأثر في ذاكرة المسرح والتلفزيون والسينما المغربية، وفي وجدان جمهوره العريض الذي كان يبادله صادق المودة والتقدير”.
ومما جاء في هذه البرقية أيضا “وإذ نشاطركم مشاعركم في هذا الرزء الذي لا راد لقضاء الله له، لنسأله سبحانه وتعالى أن يتغمد الراحل بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يعوضكم عن فراقه جميل الصبر وحسن العزاء”.
“وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون”. صدق الله العظيم.
وتوفي، الثلاثاء بالدار البيضاء، الممثل المغربي عبد القادر مطاع عن سن ناهزت 85 سنة، حسبما علم لدى أسرته.
وخلف الراحل إرثا ضخما وبصمة واضحة لدى الجمهور المغربي عبر تألقه في قائمة طويلة من الأعمال التلفزيونية والمسرحية والسينمائية.
ويعد الراحل من أعلام جيل الرواد سواء في السينما حيث وقع حضوره في فيلم “وشمة” للمخرج حميد بناني (1970)، أو في التلفزيون، حيث ارتبط في أذهان أجيال من المشاهدين المغاربة باسم “الطاهر بلفرياط”، الشخصية التي أداها باقتدار في مسلسل “خمسة وخميس” (1987).
وبدأ الفقيد مسيرته الفعلية الطويلة رفقة ألمع رواد فن التمثيل في المغرب، بالتحاقه بفرقة المعمورة للمسرح بداية الستينيات. كما فتح له صوته المتميز طريق الجماهيرية أمام الميكروفون ضمن فرقة التمثيل التابعة لدار الإذاعة والتلفزة.
وتميز أداء الراحل، الذي كون شخصيته الفنية بروح عصامية، بحضور قوي وتألق يجمع بين الكوميديا والدراما.
ومن المحطات الهامة في مسيرة الراحل “وشمة” و “البانضية” (2003) و”لعب مع الذئاب” (2005) و “كلاب الدوار” (2010) في السينما، و”خمسة وخميس” و “ستة من ستين” (1988)، و”ذئاب في الدائرة” (1997)، و”أولاد الناس” (1999)، و”دواير الزمان” (2000)، و” يوم ما يشبه يوم” (2008)، و”دموع الرجال” (2014) في التلفزيون.