عاشت العاصمة الرباط، مساء الأربعاء، يوما تاريخيا سيبقى راسخا في ذاكرة المغاربة، بعدما تحولت شوارعها إلى ساحة فرح واحتفاء بعودة أبطال العالم الشباب، المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، المتوج حديثا بكأس العالم 2025 التي أقيمت في الشيلي.
وتوافدت حشود جماهيرية ضخمة من مختلف المدن المغربية نحو قلب الرباط، رافعة الأعلام الوطنية ومرددة الأهازيج التي تعبّر عن الفخر بإنجاز “أشبال الأطلس”.
وعند مرور الحافلة المكشوفة التي أقلّت اللاعبين، علت أصوات الهتافات والزغاريد، في مشهد جسّد وحدة وطنية نادرة حول هذا التتويج التاريخي.
وجاب أبطال العالم الشباب شوارع العاصمة وسط طوفان بشري من الجماهير التي ملأت الساحات الرئيسية، خصوصا شارع محمد الخامس وباب السفراء، حيث خلّدت لحظات مؤثرة من الفرح والاعتزاز الوطني.
المشهد كان استثنائيا بكل المقاييس، جمع بين الحماس الشعبي، والعاطفة الوطنية الصادقة، التي غمرت الأجواء.
وسبق الموكب الاحتفالي الشعبي، استقبال ولي العهد الأمير مولاي الحسن، بتعليمات سامية من جلالة الملك محمد السادس، لاعبي المنتخب الوطني وطاقمهم التقني والإداري بالقصر الملكي في الرباط.
وعبّر جلالته في رسالة تهنئة سابقة عن اعتزازه الكبير بـ“أشبال الأطلس” الذين شرفوا الكرة المغربية والعربية على الساحة العالمية، مثمنا روحهم القتالية والتزامهم الوطني.
ويعدّ هذا التتويج سابقة في تاريخ كرة القدم المغربية والعربية، إذ نجح المنتخب الوطني في تحقيق إنجاز غير مسبوق، بفضل رؤية رياضية وطنية قائمة على التكوين والاحتراف، تجسّدها مشاريع رائدة مثل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم.
الرباط، مساء الأربعاء، لم تكن مجرّد عاصمة إدارية، بل تحولت إلى عاصمة للفرح الوطني، وإلى مرآة تعكس اعتزاز المغاربة بجيل شاب صنع المجد، وكتب فصلا جديدا في تاريخ الرياضة المغربية.
