هبة سلامي (صحافية متدربة)
أعلن تتويج المنتخب المغربي للشباب، بلقب كأس العالم تحت 20 سنة، بفوز مستحق 2-0 على منتخب الأرجنتين في نهائي تاريخي، على أرضية ملعب ناشيونال خوليو مارتينيث برادانوس بالعاصمة التشيلية سانتياغو، عن انطلاقة لجيل جديد من اللاعبين المغاربة القادرين على قلب الموازين، وكتابة فصول مشرقة لمستقبل كرة القدم في المغرب، بعدما أصبحوا أول منتخب عربي، والثاني إفريقيا، يرفع الكأس العالمية للشباب.
قاد الفريق ياسر الزبيري، الذي سجل الهدفين في أداء مذهل جعله رجل المباراة، وضمن الفوز التاريخي، في ليلة خلدت اسم المغرب في سجلات كرة القدم العالمية.
تحت إشراف المدرب محمد وهبي، جمع المنتخب المغربي بين الانضباط الدفاعي والهجوم الجريء، ليواجه المنتخبات القوية مثل البرازيل وإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة، ويخرج منتصرا في كل مباراة حاسمة.
الزبيري أنهى البطولة كأفضل هداف برصيد خمسة أهداف، فيما نال عثمان معما جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في البطولة، وحصل الزبيري على الكرة الفضية كأفضل لاعب ثان.
ورغم مرور أشهر قليلة على المركز الثاني في كأس الأمم الأفريقية تحت 20 سنة “CAF U20”، يؤكد هذا الإنجاز التقدم الملموس في برامج تطوير الشباب تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم (FRMF).
في هذا الإطار، أشار فوزي لقجع، رئيس الجامعة، إلى أن هذا النجاح هو “بفضل الرؤية الشاملة والاستراتيجية التي رسمها جلالة الملك محمد السادس، لتطوير الرياضة عامة وكرة القدم خاصة”، مضيفا أن أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، شكلت الأساس لمثل هذه الإنجازات.
ومع التتويج، تواجه هذه المجموعة الواعدة مسؤولية الحفاظ على الانضباط، وضمان بيئة احترافية مستدامة، لضمان استمرار النجاح على المدى الطويل.
كما يعكس تصريح ياسر الزبيري: “قلتها من اللول، مكنخافو من حتى فرقة” الشجاعة والعزيمة والثقة التي تتحلى بها هذه المجموعة الشابة، فيما يتساءل الجمهور: هل هذه بداية عصر جديد حافل بالنجاحات لكرة القدم المغربية؟
وبعد العودة من تشيلي، استقبل المغرب أبطال العالم استقبالا ملكيا وشعبيا يوم الأربعاء في الرباط.
فقد استضاف ولي العهد مولاي الحسن الفريق في القصر الملكي، بتعليمات من الملك محمد السادس لتكريم الإنجاز التاريخي.
حضر الحفل فوزي لقجع والمدرب محمد وهبي، بالإضافة إلى كامل أعضاء الفريق، حيث التقطت صورة تذكارية قبل استراحة شاي على شرفهم.
وخارج القصر، اصطف آلاف المشجعين على طول شوارع العاصمة، خصوصا شارع محمد الخامس، لمتابعة موكب الفريق المكشوف، حاملين الأعلام الوطنية ومرتدين ألوان المنتخب الوطني، مرددين الهتافات أثناء مرور الأبطال، ما يعكس حجم الفرحة والفخر الوطني.
بهذا التتويج نقش أشبال الأطلس، أسماءهم بحروف من ذهب، ملهمين بذلك جيلا جديدا في المغرب وإفريقيا وخارجها، ويبدو أن الكرة المغربية تخطو نحو أفق جديد، حيث يثبت العمل المنظم، المدعوم بالاستراتيجية الوطنية، أن النتائج التاريخية قابلة للتحقيق، لكن الثبات والاستمرارية هما ما سيحددان مسار بقية الإنجازات المستقبلية.