فجّرت سخرية لامين يامال نجم برشلونة من ريال مدريد، أجواء الكلاسيكو المنتظر غدا الأحد، بعدما وجّه اللاعب الشاب تصريحات حادة ومثيرة خلال مقابلة أجراها مع زميله السابق في برشلونة جيرارد بيكيه.
ففي حوار بدا عفويا لكنه كان مشحونا بالرسائل، قال لامين يامال إن ريال مدريد “يسرق ثم يشتكي، يفعل أشياء لا أعرف عنها”، في إشارة فهمها كثيرون بأنها تلميح إلى استفادة الفريق الملكي من قرارات تحكيمية مثيرة للجدل في بعض المباريات.
وفي الجزء الثاني من المقابلة، لم يتوقف يامال عند هذا الحد، بل سخر من “الميرنغي” قائلا إنه سجل في ملعب “سانتياغو برنابيو” من قبل، وإنه قادر على تكرار ذلك بسهولة في مواجهة الغد.
وأضاف بثقة لافتة: “رباعيتنا السابقة في البرنابيو قد تتكرر، لا شيء مستحيل”، في إشارة إلى فوز برشلونة التاريخي على غريمه بأربعة أهداف نظيفة في المواجهات الماضية.
هذه التصريحات لم تمر مرور الكرام داخل أسوار نادي ريال مدريد، إذ كشفت تقارير صحفية إسبانية عن حالة غضب واسعة بين لاعبي الفريق الأبيض الذين اعتبروا أن نجم برشلونة الشاب تجاوز الحدود.
وذكرت صحيفة “ماركا” المدريدية أن غرفة الملابس في ريال مدريد ترى في تصرفات لامين يامال “دليلا على قلة النضج وعدم احترام الخصوم”، ووصفت تعليقاته بأنها “غير احترافية ولا تليق بلاعب في ناد كبير”.
وأضافت الصحيفة أن هذه التصريحات منحت لاعبي ريال مدريد حافزا إضافيا للرد في الملعب، خاصة وأن الهزائم الأربع المتتالية أمام برشلونة الموسم الماضي لا تزال عالقة في الأذهان.
وأشارت تقارير أخرى إلى أن داني كارفاخال، قائد ريال مدريد وأحد قادة منتخب إسبانيا، يعتزم التحدث مباشرة مع لامين يامال بعد المباراة، مبديا استياء زملائه من تصريحاته المستفزة.
ومع تصاعد حدة الجدل، تحولت التصريحات إلى حرب كلامية بين نجوم الفريقين. فقد رد كيليان مبابي، هداف ريال مدريد، قائلا إن “الفريق لا يريد فقط خوض الكلاسيكو، بل الفوز به وإثبات من الأفضل”.
أما جيرارد بيكيه، الذي أجرى المقابلة مع يامال، فدافع عن اللاعب قائلا: “غضب جماهير ريال مدريد من تصريحات لامين مفهوم، لأنهم يتمنون أن يكون لاعبا في صفوفهم”.
من جهته، تحدث ماركوس راشفورد، لاعب برشلونة وأحد أبرز المساهمين تهديفيا هذا الموسم، مؤكدا أن الفريق “مستعد لتقديم مباراة استثنائية إذا طبق خطته كما يجب”، مشيرا إلى أنه ساهم في 9 أهداف حتى الآن (5 أهداف و4 تمريرات حاسمة).
وفي المقابل، اعتبر جود بيلينغهام، نجم ريال مدريد، أن “الكلاسيكو من أجمل المباريات في كرة القدم، شاهدته طفلا ولعبت فيه لاحقا، وأنا متحمس دائما لهذه الأجواء”.
أما رونالد أراوخو مدافع برشلونة، فقد تحدث بنبرة احترام تجاه خصمه فينيسيوس جونيور قائلا: “هو لاعب استثنائي، يخرج أفضل ما لدى منافسيه، وهذا ما يفعله اللاعبون الكبار”.
بينما توقع الكرواتي إيفان راكيتيتش مباراة مثيرة تنتهي بفوز برشلونة 3-2، مؤكدا أنها ستكون “مليئة بالأهداف والمتعة”.
رئيس برشلونة خوان لابورتا دخل على خط التصريحات بدوره، قائلا بثقة: “سنفوز بالكلاسيكو، وتذكروا كلامي”. فيما رد التركي أردا غولر، لاعب ريال مدريد الشاب، بأن فريقه “قادر على الفوز بكل الألقاب الممكنة هذا الموسم”، مظهرا ثقة مشابهة.
أما مدرب ريال مدريد، تشابي ألونسو، فحاول تهدئة الأجواء رافضا الانجرار إلى الحرب الكلامية، وقال: “لن أرد على كلام لامين يامال، تركيزي فقط على كيف سنلعب في الكلاسيكو”.
ورغم غيابه عن مقاعد البدلاء بسبب الإيقاف، فإن هانزي فليك مدرب برشلونة يعيش فترة رائعة أمام ريال مدريد، إذ تشير الأرقام إلى أنه فاز في آخر أربع مباريات جمعته بالنادي الملكي، بنتائج كبيرة أبرزها (4-0، 5-2، 3-2، و4-3). وفي حال فوز برشلونة مجددا غدا، سيعادل فليك رقم بيب غوارديولا التاريخي بتحقيقه 5 انتصارات متتالية في الكلاسيكو.
وفي المقابل، تبدو صفوف ريال مدريد شبه مكتملة، إذ كشفت صحيفة “آس” أن تشكيلة الفريق الأساسية ستضم فينيسيوس جونيور، مبابي، بيلينغهام، وأردا غولر، إلى جانب فالفيردي الذي سيشغل مركز الظهير الأيمن، في حين سيبدأ ألكسندر أرنولد وكارفاخال المباراة على مقاعد البدلاء.
أما في برشلونة، فسيكون جول كوندي أساسيا بعد تعافيه من الإصابة، مع إمكانية إشراك فيران توريس في الشوط الثاني.
ويبقى لامين يامال، رغم الضجة التي أثارها، أحد أبرز عناصر برشلونة الواعدة في الكلاسيكو. فقد شارك في أربع مباريات أمام ريال مدريد، فاز بها جميعا، وسجل ثلاثة أهداف وصنع هدفين، مما يفسر ثقته الكبيرة في نفسه قبل المواجهة المنتظرة.
ومع تصاعد التصريحات والحرب النفسية بين الطرفين، يبدو أن كلاسيكو الغد سيكون أكثر من مجرد مباراة، بل مواجهة كرامة وتاريخ بين الغريمين الأزليين.
