من أفغانستان إلى المغرب.. رحلة منتخب نسوي يبحث عن حقه في لعب كرة القدم

هبة سلامي (صحافية متدربة)

عبّرت مدربة المنتخب النسوي الأفغاني بولين هاميل، وعميدة الفريق فاطمة حيدري، في أجواء يغمرها الحماس والتحدي، عن مزيج من الإصرار والأمل، قبل مشاركتهن في البطولة الدولية المقامة بالمغرب، “فيفا يوحد” مؤكدتين أن وجود الفريق في هذه المنافسة ليس مجرد حدث رياضي، بل رسالة عميقة في معانيها الإنسانية والاجتماعية والسياسية، تعبّر عن صمود المرأة الأفغانية، في وجه الواقع الصعب الذي تعيشه بلادها.

بولين هاميل، المدربة التي قادت الفريق وسط ظروف غير اعتيادية، شددت في ندوة صحفية بالدار البيضاء، على أن الهدف الأكبر لم يكن فقط المشاركة، بل تأكيد حق اللاعبات في التواجد على الساحة الدولية.

وقالت من خلال تصريح لموقع “إحاطة.ما”: “نحن متحمسات للغاية لأن البطولة أقيمت بالفعل، هذا هو الأهم بالنسبة لنا. أردنا فقط أن تتاح الفرصة للفتيات للعودة إلى اللعب على المستوى الدولي، وأن يشعرن بأنفسهن لاعبات حقيقيات من جديد”.

وأضافت هاميل أن الفريق يتعامل مع كل التحديات بمرونة وروح عالية، مؤكدة أن “الظروف قد تتغير، وقد تنقل البطولة من بلدٍ إلى آخر، لكن فكرنا لا يتغير: نحن هنا لنقدّم أفضل ما لدينا، ولنُظهر أنفسنا بأفضل صورة ممكنة”.

وتابعت قائلة إن الجهود الكبيرة التي بذلت لتنظيم البطولة وإتاحة الفرصة للمنتخبات النسوية تعكس الدعم الحقيقي لكرة القدم النسوية، مشيدة بالعمل الدؤوب الذي يقوم به الطاقم الفني والإداري خلف الكواليس “لدفع اللعبة إلى الأمام ومواصلة البناء لما بعد هذه البطولة”.

ورأت هاميل أن التحديات التي تواجه كرة القدم النسوية لا تقتصر على بلد دون آخر، بل هي معركة عالمية من أجل المساواة والاعتراف.

وقالت في هذا الصدد: “في كل دولة هناك صعوبات، لكن المهم هو أن نستمر في كسر الحواجز، وأن نواصل القتال لتحقيق أحلامنا. يجب ألا نسمح لأحد بأن يمنعنا من الوصول إلى أهدافنا. كرة القدم حق لكل فتاة وامرأة في هذا العالم”.

من جانبها، تحدّثت عميدة المنتخب الأفغاني فاطمة حيدري بصوت يغلب عليه التأثر والاعتزاز، واصفة المشاركة بأنها “عودة إلى الحياة” بعد سنوات من الغياب والفرقة.

وقالت في تصريح مماثل: “مررنا بالكثير من الصعوبات، وهذا أمر طبيعي في حياة الرياضيين، لكن التحدي الحقيقي كان أن نعود ونلعب معا بعد سنوات طويلة من الابتعاد. نحن ممتنات جدا للفيفا التي منحتنا هذه الفرصة لنجتمع مجددا ونمثل بلدنا”.

وأعربت حيدري عن فخرها بالقدرة على تمثيل المرأة الأفغانية في الخارج، مشددة على أن وجود المنتخب في المغرب يحمل رمزية كبيرة: “نحن هنا لنُظهر للعالم أن النساء الأفغانيات قويات، وأننا رغم كل ما نواجهه ما زلنا نحلم ونحاول”.

ولم تخف حيدري ألمها لما تعيشه النساء داخل أفغانستان، حيث قالت بأسف: “في بلدي، للأسف، لا تستطيع النساء اللعب أو ممارسة أي رياضة حاليا. أتمنى أن يتغير هذا الوضع قريبا، لأن من الصعب أن تكون لديك أحلام ولا تستطيع أن تحققها”.

وأضافت أن تمثيل المنتخب في الخارج هو بمثابة رسالة إلى كل فتاة أفغانية بأن الأمل ما زال موجودا، مؤكدة: “أنا هنا لأجل ذلك. آمل أن نتمكن يوماً ما من رؤية فتياتنا في الداخل يلعبن بحرية ويمثلن بلادنا في المنتخب الوطني”.

وبينما يواصل المنتخب النسوي الأفغاني رحلته الرمزية في هذه البطولة، تبقى مشاركته أكثر من مجرد مباراة في كرة القدم، إنها رواية عن الإصرار والكرامة، ورسالة من نساء تحدين العزلة والحرمان ليقلن للعالم إن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل وسيلة للمقاومة والأمل، وبوابة نحو مستقبل أكثر إنصافا للمرأة الأفغانية.

ويشار، أن منتخب أفغانستان للسيدات، لم يلعب أي مباراة رسمية منذ عام 2018. إذ بعد عودة نظام طالبان إلى الحكم في عام 2021 توقفت الرياضة النسائية في البلاد.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts