بدأ العدّ التنازلي لأكبر تظاهرة كروية في إفريقيا، إذ لم يتبق سوى خمسون يوما على انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا المغرب 2025، المقررة في 21 دجنبر المقبل.
وللمرة الأولى منذ 37 عاما، تعود البطولة الأعرق في القارة إلى أرض المملكة المغربية، في نسخة توصف بأنها استثنائية من حيث التنظيم، والتجهيزات، والأجواء المنتظرة.
النسخة الخامسة والثلاثون من بطولة كأس أمم إفريقيا، ستعرف مشاركة 24 منتخبا، سيتوزعون على تسعة ملاعب حديثة في ست مدن مغربية كبرى: الرباط، الدار البيضاء، فاس، طنجة، مراكش، وأكادير.
وسيكون الافتتاح في ملعب الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة الرباط، حيث يواجه المنتخب المغربي نظيره من جزر القمر في مباراة ينتظرها الجمهور المغربي بشغف كبير.
تحضيرات على أعلى مستوى
تعيش المدن المغربية حمى الاستعدادات، من الأسواق الشعبية بمراكش إلى الأزقة التاريخية لفاس، إيذانا بقدوم العرس القاري.
ويواكب هذا الحماس الشعبي جاهزية تنظيمية لافتة، إذ أكدت المملكة مرة أخرى قدرتها على احتضان كبرى البطولات، بفضل بنيتها التحتية الحديثة وشبكات النقل المتطورة التي تربط بين المدن المستضيفة.
الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) أشاد بالتحضيرات المغربية، واعتبرها نموذجا في الكفاءة والابتكار، خاصة بعد النجاحات المتتالية التي حققتها المملكة في استضافة بطولات قارية، أبرزها كأس أمم إفريقيا للسيدات 2024، وكأس إفريقيا تحت 17 سنة 2025.
بطولة بمعايير عالمية
يتوقع المراقبون أن تكون نسخة 2025 الأضخم في تاريخ المسابقة، متجاوزة أرقام النسخة السابقة بالكوت ديفوار، التي جذبت أكثر من مليار ونصف مشاهد عبر العالم.
ومع عودة عمالقة القارة مثل مصر ونيجيريا والكاميرون، إلى جانب بروز منتخبات جديدة كالرأس الأخضر وموريتانيا، فإن المنافسة تعدّ بأن تكون مشتعلة، تجمع بين المهارة والإصرار، والتاريخ والطموح.
لكنّ كأس أمم إفريقيا في المغرب ستكون أكثر من مجرد بطولة كرة قدم؛ فهي أيضا احتفال بالهوية والثقافة الإفريقية، وفرصة لاكتشاف غنى المملكة وتنوعها الثقافي.
وستقام مناطق للمشجعين ومهرجانات فنية في المدن المستضيفة، ليعيش الزوار تجربة تجمع بين الرياضة، الموسيقى، والفنون الشعبية المغربية.
العد التنازلي يشتعل
في شوارع الرباط والدار البيضاء وفاس، أصبحت الساعات العملاقة التي تعرض فيها الأيام المتبقية رمزا للحماس الشعبي، بينما تتزايد التوقعات مع اقتراب موعد ضربة البداية.
أما النهائي كأس أمم إفريقيا، فسيقام يوم 18 يناير 2026 على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، حيث سيتوج بطل جديد للقارة السمراء، في مشهد يتوقع أن يكون من أكثر اللحظات تأثيرا في تاريخ كرة القدم الإفريقية.
وفيما تتهيأ المملكة لاحتضان نجوم إفريقيا والعالم، تترسخ مكانتها كقبلة رياضية عالمية، وكبلد يجمع بين الأصالة والحداثة في أبهى صورها.
خمسون يوما فقط تفصلنا عن الحدث القاري كأس أمم إفريقيا المغرب 2025، الذي سيكتب فصلا جديدا في قصة المجد الإفريقي، من قلب المغرب.