بوريطة يفكك خيوط الموقف الروسي–الصيني: الصحراء المغربية في سياق الصراع العالمي

بوريطة، في مقابلة تلفزيونية بثتها القناة الثانية حول قرار مجلس الأمن 2797 بشأن قضية الصحراء المغربية
بوريطة، في مقابلة تلفزيونية بثتها القناة الثانية حول قرار مجلس الأمن 2797 بشأن قضية الصحراء المغربية

كشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن الأسباب الكامنة وراء امتناع كل من روسيا والصين عن التصويت على قرار مجلس الأمن 2797 بشأن قضية الصحراء المغربية، الذي أقرّ مبادرة الحكم الذاتي كحلّ أساسي ونهائي للنزاع.

وأوضح بوريطة، في مقابلة تلفزيونية بثتها القناة الثانية مساء السبت فاتح نونبر 2025، أن سبب امتناع كل من روسيا والصين عن التصويت مرتبط بكون القرار (قرار مجلس الأمن 2797) قدّمته الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل ما تشهده العلاقات الدولية من توتر دبلوماسي بين هذه القوى الكبرى.

وأضاف بوريطة أن الإشكال “لا يتعلق بمضمون القرار بل بمن قدمه” أي أن المشكلة الأساسية تكمن في “حامل القلم” (الدولة التي تقدم مشروع القرار)، مؤكداً أن السياق الدولي المعقد أثّر على مواقف بعض الدول.

وأشار الوزير إلى أن امتناع روسيا عن التصويت وعدم استخدام الفيتو يُعدّ، في حد ذاته، موقفاً إيجابياً تجاه المغرب، بالنظر إلى الثقة المتبادلة التي تأسست عقب الزيارة الملكية لموسكو سنة 2016، وما تبعها من شراكة استراتيجية معمقة وتعاون اقتصادي متين بين البلدين.

كما ربط بوريطة هذا الموقف الروسي من القرار بـ”الحياد المتوازن” الذي اتخذه المغرب في الأزمة الأوكرانية، قائلاً إن موسكو تنظر إلى العديد من القضايا الدولية، ومنها قضية الصحراء، من خلال عدسة الحرب في أوكرانيا، وهو ما جعل الموقف المغربي المتوازن “محل تقدير في الكرملين”.

وفي ما يتعلق بامتناع باكستان عن التصويت، أوضح الوزير أن موقفها مرتبط بقضية كشمير، التي تُعد من الملفات الحساسة في سياستها الخارجية، مشيراً إلى أن مجلس الأمن في تركيبته الحالية من أصعب المؤسسات الدولية في التوافق.

يُذكر أن مجلس الأمن كان اعتمد يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025 قراراً جديداً (قرار مجلس الأمن 2797) حول الصحراء المغربية قدّمته الولايات المتحدة، حظي بتأييد 11 عضواً وامتناع 3 دول دون اعتراض أي عضو دائم، فيما لم تشارك الجزائر في التصويت.

وعقب هذا القرار التاريخي لمجلس الأمن الدولي، وجه الملك محمد السادس خطاباً سامياً إلى الشعب المغربي، أكد فيه أن المملكة تدخل مرحلة فاصلة من تاريخها، مع ترسيخ مغربية الصحراء والطي النهائي للنزاع المفتعل على أساس مبادرة الحكم الذاتي، داعياً سكان مخيمات تندوف إلى العودة إلى وطنهم الأم والمشاركة في بناء مستقبلهم داخل مغرب موحد ومتضامن.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts