عبّر عدد من أرباب المأذونيات المنتمين إلى التنسيقية الوطنية للمعاقين، في مشهد يختزل معاناة فئة اجتماعية طالها الإقصاء والتهميش، عن غضبهم العارم من استمرار تجاهل مطالبهم المشروعة من طرف السلطات المعنية، خاصة بولاية جهة الدار البيضاء-سطات، ومكتب الطاكسيات الذي يتهمونه بالتباطؤ في معالجة ملفاتهم منذ شهور طويلة.
وأكد المحتجون خلال وقفة سلمية نظمت الثلاثاء، أمام مقر الولاية، أن تحركهم يأتي استكمالا لسلسلة من الوقفات التي يخوضونها منذ بداية العام الجاري، احتجاجا على ما وصفوه بـ”الإقصاء الممنهج والتلاعب الإداري” في ملفاتهم، رغم توجيههم عشرات الشكايات والملفات القانونية التي لم تلقَ أي تجاوب فعلي إلى حدود الآن.
وقالت إحدى المحتجات وهي ابنة مقاوم : “كيف يعقل أن نحرم من حقوقنا ونحن أبناء مقاومين خدموا الوطن، في حين يسمح لأشخاص آخرين بالاشتغال دون عقد أو قرار عاملي؟ والدي رحمه الله كان مقاوما محكوما بالإعدام وخرج بعد الاستقلال، واليوم نحن أبناؤه نعامل بدون كرامة ولا إنصاف”.
وأكدت المتحدثة، أن المأذونيات التي وهبت للمقاومين من طرف الملك الراحل الحسن الثاني هي هبات شرف وطنية، لا يجوز نزعها أو التلاعب بها.
وشدد آخر، على أن ملفاتهم القانونية مكتملة، وأن العديد منهم يتوفرون على أحكام قضائية نهائية وقرارات عاملية سارية المفعول، لكن الإدارة حسب قوله، ترفض التنفيذ دون مبرر.
وأكد أن اللجنة الخاصة بدراسة الملفات، والتي تم تشكيلها في يناير 2025، لم تتخذ أي قرارات فعلية رغم مرور أحد عشر شهرا على انطلاق عملها، ما جعلهم يفقدون الثقة في وعود المسؤولين.
وأضاف، أن الأوضاع الاجتماعية لأعضاء التنسيقية تزداد سوءا في ظل الغلاء المعيشي وارتفاع الأسعار، وقال: “كنا كناخدو اللحم بثمانين درهم، دابا ولا بمية وعشرة. السميد والمواد الأساسية غلات بزاف، وحنا ما عندنا حتى مورد رزق. بغينا غير نعيشو بكرامة، بحال جميع المواطنين”.
وأكد المتحدثون أن التنسيقية الوطنية للمعاقين لا تطالب سوى بتطبيق القانون والإنصاف، مشيرين إلى أن بعض الأشخاص ما زالوا يستفيدون من الامتيازات بطريقة غير قانونية، دون أن تُحرّك السلطات ساكنا.
واختتمت الوقفة بدعوة مفتوحة إلى وزير الداخلية والسلطات العليا من أجل التدخل العاجل، إذ قال أحد المحتجين في كلمته الختامية: “رسالتنا واضحة، بغينا تدخل ملكي، لأن سيدنا عطانا الحق نعيشو بكرامة، وهؤلاء الناس بغاو يطيحو من قيمتنا. خاص يكون الإنصاف، خاص كل واحد ياخذ حقو”.