تم، مساء أمس الخميس بمقر ولاية جهة الدار البيضاء – سطات، إعطاء الانطلاقة الرسمية لمشروع إعادة تأهيل مجسم الكرة الأرضية الذي يشكل معلمة تاريخية وحضارية متميزة للعاصمة الاقتصادية.
وفي إطار تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وقعت نجوى إلهام البكري، عن شركة التنمية المحلية الدار البيضاء، وأدهم التوره، عن شركة الأجيال القابضة، على اتفاقية من أجل تمويل مشروع إعادة تأهيل هذا الموقع.
ويشمل تنفيذ هذا المشروع، الذي تقدر تكلفته المالية بحوالي 14 مليون درهم، إعادة تأهيل الكرة الأرضية، وكذا ممرها تحت أرضي بطريقة راقية ستمحو الصورة القاتمة لهذه المعلمة بشكل سيضفي رونقا رائعا على ممرها الأرضي الذي سيحتضن أنشطة ثقافية وتجارية.
وأشاد خالد سفير، والي جهة الدار البيضاء – سطات، في كلمة بالمناسبة، بالشراكة الاستراتيجية بين جماعة الدار البيضاء، ممثلة في شركة الدار البيضاء للتراث وشركة الأجيال القابضة، التي تروم إعادة ترميم هذه المعلمة التاريخية، وكذا إحياء ممرها التحت أرضي وجعله مزارا للبيضاويين، وكذا رد الاعتبار لساحة الأمم المتحدة والمدينة العتيقة والأحياء المجاورة.
ودعا سفير، في هذا السياق، كافة الفاعلين بالقطاعين العام والخاص إلى تثمين هذه المبادرة والسير على منوالها للانخراط في مشاريع من هذا الحجم، والتي تتوفر مدينة الدار البيضاء على مجموعة منها بحيث سيكون لها لا محالة انعكاسات إيجابية على تنميتها و جماليتها.
من جهته، قال عبد العزيز عماري، رئيس مجلس مدينة الدار البيضاء، إن هذا المشروع يروم إعادة الاعتبار للتراث ولمعلمة بيضاوية مشهورة مع الحفاظ على خصوصيتها المعمارية والجمالية، مبرزا أهمية الاعتبار لمجسم الكرة الأرضية الذي يشكل الدليل الساطع على انفتاح هذه المدينة على العالم.
واعتبر عماري أن الاستثمار المالي على الرغم من أهميته في التنمية الاقتصادية للبلاد لا يقل أهمية عن الاستثمار في مجالات التراث والثقافة، مشددا على أهمية الحفاظ على التراث والهوية الحضارية لهذه المدينة التي تتطلع بثقة لمواجهة التحديات التنموية الكبرى بصفتها عاصمة اقتصادية للمملكة.
من جهته، قال أدهم التوره، المدير العام لشركة الأجيال القابضة، إن الشركة تطمح من خلال هذا المشروع، الذي يربط بين المدينة العتيقة والجديدة بالدار البيضاء، في أن تساهم بشكل فعال في عملية تجديد أحد الرموز الهندسية الكبرى لهذه المدينة، وذلك من أجل الاستمرار في التزامها الاجتماعي، وكذا دورها كفاعل نشيط في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة.
وأبرز التوره أهمية الاستثمار في الجانب الثقافي والتراثي لهذه المدينة التي على الرغم من أنها معروفة عالميا كمدينة للمال والأعمال، إلا أنها تتوفر على العديد من المآثر والمعالم التاريخية المهمة التي يتعين إحيائها وإعادة الاعتبار لها.
من جانبها توقفت نجوى إلهام البكري، مديرة شركة التنمية المحلية الدار البيضاء، عند الأبعاد الجمالية والوظيفية لهذه المعلمة البيضاوية التي سوف يتم إعادة تأهيلها وتجديدها خلال مدة 12 شهرا.
وأوضحت أنه خلال المرحلة المقبلة في هذا المشروع سوف يتم الإعلان عن مباراة المهندسين المعماريين التي سوف تطلقها الدار البيضاء للتراث، من أجل اختيار المكتب الذي سوف يتكلف بإنجاز الدراسات المعمارية المتعلقة بهذا المشروع.
وتعنى شركة الدار البيضاء للتراث، التي أنشئت في شهر أبريل من سنة 2015 بمبادرة من الجماعات المحلية، بالتراث الثقافي والمادي وغير المادي والطبيعي والجهوي من حيث الحفاظ عليه وتثمينه.
وتلعب الدار البيضاء للتراث دور المنسق بين مختلف الفاعلين على المستوى المحلي والجهوي والوطني، من أجل وضع رؤية استراتيجية للحفاظ على التراث وتثمينه.
وتملك الجماعات المحلية الحصة الكبرى من رأسمال هذه الشركة الذي يبلغ 32 مليون درهما، فضلا عن بعض الفاعلين الخواص.
من جهتها تعتبر شركة الأجيال القابضة بمثابة شركة مساهمة يبلغ رأسمالها 12 مليار درهم، تم إنشاؤها من طرف الهيئة العامة للاستثمار الكويتية لتحل محل المجموعة المغربية الكويتية للتنمية المتواجدة بالمغرب منذ ثلاث عقود في المشاريع الاستثمارية. وتستثمر هذه الشركة القابضة في قطاعات مختلفة ذات مردودية عالية من قبيل العقار والفندقة والاتصالات.