استفزت دموع رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، المخرج عبد السلام الكلاعي الذي قدم أعمالا متميزة في السينما والتلفزيون، حيث رد على بنكيران الذي غالب دموعه ليلة أمس خلال حديثه عن موضوع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال كلمات مؤثرة وعميقة خصوصا أنه معني بالموضوع ويعيش بدوره وضعية إعاقة:
“الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة لا يحتاجون لدموعك أيها السيد رئيس الحكومة. ثق بي فأنا واحد منهم و أعرف عن ماذا أتحدث. دموعك – التي أفترض أن تكون صادقة و ليست دموع تماسيح – إذا كانت نافعة لشيء ما، فلن تنفعك إلا أنت و حزبك لإلهاب عواطف الناخبين و جمع أصواتهم. أما الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة فهم بحاجة للحماية من كل أشكال التمييز و العوائق التي تقيد مشاركتهم في المجتمع، و أن يكونوا على قدم المساواة مع غيرهم، و أن لا يحرموا من حقوقهم في الإندماج في نظام التعليم العمومي المجاني، وفي التوظيف، وفي العيش المستقل في المجتمع، وفي حرية التنقل، وفي المشاركة السياسية، وفي المشاركة في الأنشطة الرياضية والثقافية و الترفيهية، وفي التمتع بالحماية الاجتماعية مدى الحياة، وفي الوصول إلى العدالة، وفي الإستفادة من العلاج الطبي المجاني، و في التمتع بمنحة من الدولة لشراء كل المعدات الضرورية ليحيوا حياة مستقلة و كريمة، و في دعم أسرهم مادياً و معنوياً حتى يستطيعوا التكفل بهم في حالة عدم قدرتهم على الحياة المستقلة… الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة لن ينتفعوا من دموعك السيد رئيس الحكومة، و لا حاجة لهم بها، و في أغلب الأحيان هم لا يحترمون كثيراً من ينظر إليهم نظرة الشفقة و العطف لأنها نظرة تحط من كرامتهم و تقلص من قدراتهم و لا تسمح لهم بالتمكين الذي هو النتيجة التي يحققها تمتيعهم بحقوقهم. الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة و أسرهم يريدونك فقط السيد رئيس الحكومة أن تعمل أنت و حكومتك على تفعيل اتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، و التي وقع عليها المغرب، و أن تعمل أنت و حكومتك على تمتيعهم بالحقوق و بالحماية المكفولة في المعاهدات الأخرى لحقوق الإنسان و التي وقع عليها المغرب أيضاً، والمنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. هم يريدون حقوقهم و لا يريدون دموعك”.