قال الباحث والأكاديمي حسن أوريد، أمس الجمعة في تطوان، إن عدم وجود منظومة جامعة للمنطقة العربية مؤشر على دخولها مرحلة جديدة، يصعب حاليا التكهن بنتائجها.
وأوضح أوريد، خلال تقديمه المحاضرة الافتتاحية للمنتدى السابع للفكر السوسيولوجي بالمغرب، في موضوع “تحولات المشهد السياسي في العالم العربي”، أنه لم تعد توجد في الوقت الراهن فكرة جامعة (قومية عربية، إسلامية…) لهذه المنطقة التي يصطلح عليها بالعالم العربي.
وأشار أوريد، وهو أستاذ للعلوم السياسية، ومدير مركز طارق بن زياد، خلال هذا اللقاء، الذي تنظمه جمعية أصدقاء السوسيولوجيا في تطوان على مدار ثلاثة أيام، أن هذا المصطلح تطور في مستقل القرن العشرين مع نجيب عازوري خاصة في كتابه (الأمة العربية) باللغة الفرنسية، قبل أن يتحدد أكثر غداة الحرب العالمية الثانية مع ساطع الحصري الذي “يعد حلقة أساسية في فهم القومية العربية”.
وذكر أن المصطلح تعرض للاهتزاز بعد سقوط جدار برلين وحرب الخليج، وتحول بالخصوص إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، وبالأخص في أدبيات المؤسسات المالية كالبنك الدولي.
وفي هذا الصدد، تحدث أوريد عن الأعراق والأجناس (أمازيغ، أكراد، تركمان، نوبيون…) والأديان (مسلمون، مسيحيون، يهود…) والعقائد والملل (سنة، شيعة، كاثوليك، أرثوذوكس، أقباط، موارنة، ..) التي توجد بالعالم العربي، ما يجعل من غير الممكن الحديث عن عرق عربي واحد.
كما ابرز الاختلافات المذهبية، والبون الشاسع في مستويات التمدن، بين عدد من بلدان العالم العربي، مشيرا إلى أن هناك قضايا ثقافية في العالم العربي لم يتم الحسم فيها لحد الآن من قبيل العلاقة بين الشأن العام والدين.
وفي محاولة لفهم الخارطة الحالية للعالم العربي، قال المحاضر إن “الحرب العالمية انتهت، أما الحرب العالمية الأولى فلن تنته بعد”، في إشارة إلى اتفاق سايكس – بيكو الذي قسم المنطقة العربية بين بريطانيا وفرنسا، مع إقامة صفقات أخرى مع اليهود (وعد بلفور).
وانتقل أوريد للحديث عن الصفقات التي أجرتها بريطانيا بالخصوص في المنطقة، في السر والعلن، لضمان عدم قيام دولة عربية موحدة، وحماية المصالح البريطانية في البترول أساسا، قبل انتقال الأمر إلى أيدي الولايات المتحدة التي جددت تأكيدها الحفاظ على وجود إسرائيل في (نظرية ترومان) سنة 1949.
وخلص المحاضر إلى أن دور البترول لم يعد محوريا، حيث لم تعد الدول المنتجة أساسية بالنسبة للاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، وهو ما انعكس على سياسة واشنطن إزاءها، وما سيجعل المنطقة دون عراب عالمي، ويفتح الباب أمام القوى المحلية.
يشار إلى أن جمعية أصدقاء السوسيولوجيا التي تأسست في أبريل 2009 بتطوان، تعمل على نشر ثقافة سوسيولوجية هادفة إلى تطوير المجتمع، والإسهام قدر الإمكان في تحقيق تنمية اجتماعية شاملة تراعي نتائج الأبحاث السوسيولوجية العلمية.