الطوسة: مشاركة الملك في قمة المغرب-مجلس التعاون الخليجي تكريس للسياسة العربية للمملكة

أكد المحلل السياسي، مصطفى الطوسة، أن مشاركة الملك محمد السادس في القمة الأولى بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي، تكريس للسياسة العربية للمملكة.

وأضاف مصطفى الطوسة في مقال نشر أمس الثلاثاء بالموقع الفرنسي (أطلس أنفو) أنه حتى وأن كانت القمة تشكل سابقة، فإن العلاقات المؤسساتية بين المغرب ومجلس التعاون الخليجي، قد عرفت تحولا سنة 2011 عندما وجهت دول هذا التجمع الاقليمي دعوة الى المغرب للانضمام الى المجلس.

واعتبر كاتب المقال أن المغرب تبنى خيارات منسجمة مع التزامه العربي، على الرغم من موقعه الجغرافي البعيد عن بؤر الازمات في كل من فلسطين وسوريا والعراق.

وبخصوص فلسطين على سبيل المثال أكد المحلل السياسي أن الملك محمد السادس يرأس لجنة القدس التي أصبحت في زمن الازمة الهيكل المرجعي الوحيد للدفاع عن مصير مدينة رمزية واماكنها المقدسة بالنسبة للعالم الاسلامي برمته.

وذكر من ناحية أخرى بأن المغرب الذي يعتبر منذ أمد بعيد كارض للقاءات والقمم العربية، كانت له الفرصة خلال السنوات الاخيرة لفرض مقاربته، مشيرا إلى أن ما سمي بالربيع العربي أدى إلى خلق معادلة، استطاعت من خلالها الدبلوماسية المغربية ممارسة تأثير كبير “مكنها من تعزيز تاثيرها لدى أصدقائها التقليديين، واكتساب “قوة ناعمة” ضرورية لولوج أسواق جديدة.

واعتبر الطوسة أن أزمتين عربيتين جسدتا بشكل جيد استراتيجية التأثير المغربي، وهما الأزمة اليمنية التي انخرطت فيها المملكة بشكل واضح إلى جانب أصدقائها بمجلس التعاون الخليجي، من أجل وقف الشهية السياسية المتنامية للمنافس الأكبر إيران. وأضاف أن الأزمة الثانية التي تجسد الانجازات المتعددة للدبلوماسية المغربية، هي الأزمة الليبية، مشيرا في هذا السياق إلى أن مدينة الصخيرات أصبحت معروفة في العالم بأسره لاحتضانها مفاوضات شاقة بين الأطراف الليبية، وهو ما شكل جهدا قيما أفضى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة فايز السراج، التي يراهن عليها المجتمع الدولي من أجل استقرار هذا البلد واستئصال تنظيم الدولة الاسلامية.

وخلص الطوسة إلى القول أنه حتى قرار المغرب “الشجاع والواقعي” بعدم احتضان القمة العربية المقبلة استقبل بشكل إيجابي من مختلف الفاعلين بالمنطقة، مبرزا رجاحة الأسباب التي برر بها المغرب هذا القرار إذ حرص في بلاغ رفض احتضان هذه القمة على التذكير بأن “الشروط الموضوعية لضمان نجاح قمة عربية، تتخذ خلالها قرارات في مستوى وضع وتطلعات الشعوب العربية، غير متوفرة”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة