أكد رئيس مجلس المستشارين حكيم بن شماش أن التحديات الأمنية التي تواجهها بلدان المعمور لا يمكن مواجهتها إلا عبر إجابات منسقة تتظافر فيها جهود الدول مع دعم المنظمات الإقليمية بما فيها حلف شمال الأطلسي.
وقال بن شماش، في كلمة خلال افتتاح أشغال الندوة المشتركة للنسخة 91 لندوة روز-روث واللجنة الخاصة بالمتوسط والشرق الأوسط واللجنة الفرعية المعنية بالعلاقات الاقتصادية العابرة للأطلسي، إن هذا اللقاء المهم هو بمثابة تمرين للتفكير الجماعي بشأن القضايا والأسئلة المرتبطة بالتحديات الأمنية والجيو-سياسية المشتركة بين المغرب ومحيطه الإقليمي من جهة ومنظومة حلف شمال الأطلسي من جهة ثانية .
وأكد أن مجلس المستشارين يولي كامل الأهمية لهذا التمرين بالنظر للدور الأساسي الذي تلعبه الجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي في إعداد المشرعين في البلدان المنتمية للحلف للمشاركة في النقاشات العمومية المتعلقة بالقضايا الأساسية ذات الطابع الأمني والجيو-سياسي وتقوية قدرات برلمانات الدول الأعضاء في الحلف في مجال المراقبة .
وقال إن مساهمة المجلس في هذه الندوة تندرج في إطار الدور الذي يضطلع به المغرب بوصفه دولة جارة وشريكة من أجل السلم لحلف شمال الأطلسي، مبرزا أن المملكة تتقاسم القيم نفسها وكذا الأولويات المتعلقة بدعم موقع البرلمانات في مسار إعداد وتتبع وتقييم السياسة الخارجية وسياسات الدفاع .
وأبرز بن شماش أن التقييم الأولي للتجربة المغربية في مكافحة الإرهاب منذ أكثر من عقد من الزمن يفيد بأن المجهود المتظافر لسياسات إعادة هيكلة الحقل الديني، وتكريس الطابع المركزي لقيم الإسلام السمح، ومساعي الرعاية اللاحقة والمراجعات الإرادية والتدريجية التي قام بها عدد من المحكومين سابقا في قضايا الإرهاب، إضافة إلى المسلسل الذي أعلن جلالة الملك محمد السادس، مؤخرا، عن اطلاقه لمراجعة مناهج التربية الدينية، “كلها مساعي يمكن في حالة قراءتها كجزء من استراتيجية شمولية أن تعتبر ركائز نموذج مغربي خاص في مجال سياسات الوقاية من الإرهاب، وهو نموذج يمكن تقاسمه مع شركائنا في حلف شمال الأطلسي ومع محيطنا الإقليمي “.
وخلص الى أن تثبيت هذا النموذج الوطني يتم في محيط صعب تهيمن عليه في المرحلة الراهنة وفي المدى المنظور على الأقل حالة من اللايقين وتتقاطع فيه “الاستعمالات السياسية للقضايا الحقوقية من قبل عدد من المنظمات الدولية و حتى من قبل جوارنا الصعب، والمخاطر المستمرة والجدية التي يمثلها التقاء استراتيجية البوليساريو الانفصالية مع استراتيجيات الجماعات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية و الاتجار بالبشر في منطقة الساحل و الصحراء”.
وتناقش هذه الندوة التي تنظمها الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي، بشراكة مع مجلسي النواب والمستشارين وبدعم من حكومة سويسرا، مواضيع بالغة الاهمية وذات راهنية قصوى لاسيما في ظل التحديات الامنية تواجهها مختلف بلدان المعمور نتيجة تنامي اخطار جديدة عابرة للحدود مثل الارهاب والجريمة المنظمة والاتجار في المخدرات والاتجار في البشر والسلاح وتنامي الهجرة السرية والتطرف الديني.
ويندرج تنظيم هذه الندوة في إطار تقوية التعاون بين البرلمان المغربي والجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي من خلال وضع “شريك متوسطي” الذي يحظى به البرلمان المغربي لدى هذه الجمعية .
وتعرف أشغال هذه الندوة، التي ستمتد ليومين، حضور وفود برلمانات الدول الأعضاء في الجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي، وكذا ممثلي مختلف المنظمات الجهوية والقارية، فضلا عن خبراء دوليين .