وجه الناقد والمخرج السينمائي عبد الإله الجوهري انتقادات لاذعة لمهرجان الفيلم اليهودي الذي ستحتضنه مدينة الدار البيضاء يوم الإثنين 25 أبريل الجاري.
واعتبر عبد الإله الجوهري أن فكرة تأسيس الفيلم اليهودي غير صائبة وأن المسؤولين عن هذا المهرجان يستغلون الدين ويتاجرون فيه ولا يعلمون أن السينما فنا راقيا وأهدافا إبداعية.
وقال الجوهري على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك “لهؤلاء ولإخوانهم في الإستغلال الديني والفني بكل مكان أو زمان، نقول لهم السينما فن راق، وأهداف إبداعية حقيقية بعيدة عن مجالات السمسرة المجانبة لمنطق العقل، أو تلك المنتصرة لبؤس الفعل الثقافي العاري الخاوي الأصلع، أو الساعية للغوص في جوف الظلمة الذاوية اللامتناهية، ظلمة تقود نحو العمى وهوة الأرواح السابحة، في عوالم دنيا المادة السطحية المحدودة الفانية”.
ووصف الجوهري المسؤولين عن الفيلم اليهودي بتجار الدين، ويسعون لتحقيق الربح السريع، مشيرا إلى أن “السينما يا تجار الحرب والخيال، أفق إنساني حق وفعل لا يعترف باللون أو الجنس أو الدين، أفق يعترف، فقط بفضاء وحدود الابداع، و بأفق الغد المطل على مملكة البهجة والنور والرقص على أنغام معاني الحياة”.
وتابع الجوهري قائلا في نفس السياق “غريب أمر بعض النفوس الباغية، والكائنات البشرية الفانية، الكائنات الساعية للركوب على الأمواج المائية العفنة العاتية، والتفنن في التسلل عبر المسام الجلدية الطافحة بكل أنواع الأمراض المعدية والإلتهابات الشمسة الحارقة، كائنات لا تفرق بين المشهد الفيلمي المصنوع بكل عناية والمشهد السوليمائي المحصور والمحشور بين أروقة وأزقة الأسواق الظلامية، ولا بين اللحظة السينمائية الخالدة واللحظة السوليمائية الميتة المقتطعة من قبح الوقت والانتهازية الفنية البائتة المعدية”.
وأكد الجوهري أن “مهرجان الفيلم اليهودي، على غرار ما حاول بعض المآفونين، من صائدي اللقطات والباحثين عن الربح السريع في الواجهات التجارية للوهابية المتكلسة العفنة، إقناعنا ذات عام زائل فان، بتنظيم مهرجان للفيلم الإسلامي، أي الفيلم الذي ينتصر للسوليما النظيفة البعيدة عن بهجة الفن والخلق الحق ولرسائل السامية العفيفة. مهرجان تتلى فيه أيات بينات، وتمنع الملذات والخمور، وتوزع فيه الشموع والتمور، والهبات القادمة من أرض الريح والشيح والإنسان العفن القبيح. سينما يهودية و ثانية إسلامية و ثالثة مجوسية وأخرى هندوسية متضامنة مع ربيبتها الزرادشتية وأختها الطاوية و ابنة عمتها السيخية”.
وأوضح الجوهري أن “السينما صارت لها مرجعية دينية، ولم تعد لها، في عرفهم المآفون، هوية إبداعية، أصبحت في فهمهم السقيم المعفون، هوية لاهوتية فاقعة، هوية تمجيدية للخطابات الضحلة التكفيرية، والبيانات الخطابية، المنددة بالهولوكوست النازي والحقد العربي و قبلهما النفي الآشوري والحجر البابلي، والحقد الإنساني التاريخي، على شعب الله المختار وعباد الله الأخيار”.
وختم الجوهري تدوينته “سلاما للسينما الزاهية الناصعة البيضاء، السينما المتلفعة بنور الحق والشعارات الكافرة، وبئس التصنيفات الواهية المؤمنة، الساعية لحشر أفلام معينة، ضمن خانات إبداعية تعسة متكلسة، أو قائمة فنية بئيسة مفلسة”.
وتنطلق يوم الإثنين 25 أبريل الجاري بالدار البيضاء فعاليات النسخة الأولى لمهرجان الفيلم اليهودي، والذي سيسلط الضوء على الأعمال السينمائية المغربية التي تمحورت قصصها وأحداثها حول اليهود المغاربة، بعد النجاح الجماهيري الذي حققته بالقاعات الوطنية.
وتشهد الدورة الأولى عرض كل من فيلم “مغاربة يهود” ليونس لغراري وسيمون سكيرا، و”أوركيسترا منتصف الليل” لجيروم كوهين أوليفر، و”عايدة” لإدريس لمريني