تم، أول أمس الخميس بالدار البيضاء، تقديم العرض ما قبل الأول لشريط “المسيرة ” لمخرجه الشاب يوسف بريطل، الذي يوثق لحدث المسيرة الخضراء، الملحمة البارزة في تاريخ المغرب المعاصر. ويسرد الفيلم، الذي تحول لوشم ظل عالقا على امتداد 40 سنة بأذهان المغاربة، قصة شعب عاش ولامس عن قرب فكرة عبقرية جلالة الملك الحسن الثاني، مجسدة من خلال 6 شخصيات خيالية، تقاطعت أقدارهم وتلاحمت أياديهم وانصهرت أرواحهم من أجل غاية واحدة شريفة ونبيلة، ألا وهي استرداد أرض شرعية.
ويشكل شريط “المسيرة” حلقة أخرى من سلسلة الملاحم المغربية التي تحمل عبئ إخراجها وإنتاجها قلة من الشباب المغاربة الذين أبوا إلا أن ينخرطوا في سلم الإبداع الثقافي المغربي، حاملين شعار الوفاء والاعتراف بالوطن. وأوضح يوسف بريطل في ندوة صحفية قبيل عرض الفيلم، الذي حضره على الخصوص الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، الشرقي الضريس، ووالي جهة الدار البيضاء – سطات خالد سفير وعدد من الفنانين والإعلاميين، أن تصوير مشاهد الشريط استغرق ما يفوق شهرين ونصف بمدن الدار البيضاء، والرباط، وسلا، مشيرا إلى أنه تم تجنيد لهذا الغرض أكثر من 1200 مساعد ممثل، ومكلفين بالأزياء وما يربو عن مائة سيارة عتيقة.
من جهتهم، أعرب الممثلون محمد خيي ورشيد الوالي والسعدية أزكون وسعيد باي الذين شخصوا أدوار الشريط عن اعتزازهم بالمشاركة في هذا العمل الذي يوثق لمرحلة بارزة في تاريخ المغرب المعاصر، مشددين على أن المشهد السينمائي الوطني في حاجة ماسة لمثل هذه الأعمال الفنية من أجل تعريف الجيل الصاعد بتاريخ بلادهم. ودعوا في هذا الصدد، إلى إنتاج أعمال فنية مماثلة لرصد جانب مهم من تاريخ المغرب الحديث، وتوثيق صور ملحمية مازالت عالقة في اذهان جميع المغاربة .
من جانبه، أكد منتج الشريط عثمان بنزاكور أنه وفاء لروح فترة تاريخية راسخة في ذاكرة كل مغربي، وضمانا لواقعية الشريط الملحمي، تم تصوير مشاهد الصحراء في استوديو بالعيون فاقت مساحته ثلاثة هكتارات، مبرزا أنه تم أثناء تصوير مشاهد الفيلم اعتماد أحدث التقنيات ذات الصلة، وذلك حرصا من فريق العمل على إخراج عمل إبداعي وفني يساير انتظارات المشاهدين، من خلال رصد مقاطع شاملة مصورة عبر مروحيات وكاميرات طائرة بتقنية التحكم عن بعد والتقاط صور ثلاثية الأبعاد وغيرها من التقنيات الجديدة. وكتب سيناريو الفيلم يوسف بريطل وديفيد فيلمان، وشخص أدواره ثلة من ألمع الممثلين المغاربة من بينهم مراد الزاوي (علي)، ومحمد خيي (محمد)، ومحمد الشوبي (يوسف) والسعدية أزكون (فطومة)، ونادية نيازي (عائشة)، ورشيد الوالي (رشيد)، وإدريس الروخ (إدريس)، وغالية بنزاوي (زهور).
تجدر الإشارة إلى أن يوسف بريطل ولد في مكناس، وبعد تخرجه من مدرسة التمثيل بالرباط، توجه إلى التنشيط التلفزي قبل الانتقال إلى ممارسة الإخراج. وتوازيا مع خوض تجارب الإخراج، مارس بريطل التشخيص، حيث لعب أدوارا في أعمال سينمائية مع أحمد بولان في ملائكة الشيطان ولطيف لحلو (سميرة في الضيعة) ومحمد نظيف (الأندلس مون أمور).
وبعد إخراجه لعشرة أفلام قصيرة، يعد هذا العمل ثاني تجربة سينمائية لبريطل بعد شريطه الطويل “الشعيبية” الذي استعرض فيه حياة الفنانة التشكيلية الفطرية “الشعيبية.