أكد حكيم بنشماش، رئيس مجل المستشارين، في كلمة ألقاها بمناسبة اختتام أشغال الندوة المشتركة للنسخة 91 لندوة روز ـ روث اللجنة الخاصة بالمتوسط والشرق الأوسط اللجنة الفرعية المعنية بالعلاقات الاقتصادية العابرة للأطلسي، أن شبح الإرهاب والتهديدات الإرهابية يمثل تحديا مشتركا، ينبغي أن يظل على الدوام على رأس أولويات العمل المشترك بالنسبة لجميع الدول.
وقال بنشماش أن “التدابير الأمنية وإجراءات حفظ النظام هي ضرورة ملحة لا غنى عنها، ولكنها غير كافية، إذا ينبغي أن تتعزز وأن تتوطد أكثر فأكثر، من خلال صياغة ودعم برامج عملية للوقاية من النزوع الراديكالي المستشري على نطاق واسع، وأن تتعزز أيضا ببرامج لنزع الطابع الراديكالي المتفاقم والآخِذ في التصاعد”.
وأشاد بنشماش بالمقاربة الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن المقاربة المغربية أو النموذج المغربي في مجال مكافحة الإرهاب، تقدم بكل تواضع وكسب خبرة هامة، “نعتقد أنها جديرة بالدراسة وبأن يتم استثمارها على نطاق واسع”.
وأضاف بنشماش أنه “ضمن أهم الخبرات والدروس التي تقدمها المقاربة المغربية في مجال مكافحة الإرهاب، يهمني أن أتوقف عند خبرتين أساسيتين وجوهريتين، تتعلق أولاهما بسياسات إعادة هيكلة الحقل الديني، التي باشرها ويباشرها المغرب، والتي تقوم أساسا على إعلاء وتسييد قيم التسامح والوسطية والاعتدال. وثانيهما بدعم مساعي الرعاية اللاحقة والمراجعات الإرادية التي ينخرط فيها عدد من المحكومين سابقا في قضايا الإرهاب”.
ودعا بنشماش إلى ضرورة عدم السقوط في الفخ الذي يسعى الإرهابيون جاهدون إلى جر العالم إليه، موضحا أن “هذا الفخ هو الاستسلام السهل لإغراء التخلي التدريجي عن القيم التي تُشكل أساس المجتمعات الديمقراطية، خصوصا القيم المرتبطة والمُتمحورة حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية”.
وكشف بنشماش أن “مكافحة الإرهاب واجتثاث ينابيعه ينبغي أن تسير في خط متوازي ومتزامن كذلك مع جهود دعم وتعزيز التعاون الدولي من أجل التنمية ومن أجل إبداع وابتكار أجوبة ملموسة لانتظارات قطاعات واسعة من مواطنات ومواطني بلداننا في المجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي”.