ظل المتهم عبد العالي داكير، منفذ مجزرة دوار القدامرة بزاوية سايس الجديدة، طيلة فترة التحقيق يتلعثم في تصريحاته للمحققين، وتارة يقول إن لديه مشاكل مع زوجته ويلمح إلى شكه في خيانتها له دون أن يحدد مع من كانت تخونه ودون أن يثبت لهم أنه عاين حالة خيانة بشكل مباشر.
وحسب ما نشرته جريدة “الأخبار” في عددها الصادر يوم الأربعاء، فإن المتهم كان بين الفينة والأخرى يعود إلى ترديد كلمة “لا لا لا…” لعدة مرات بشكل هستيري ومتتابع قبل أن يعود إلى حالة صمت مطبق وينزوي إلى ركن ويرفض الكلام بشكل نهائي لمدة طويلة، إلا أنه بالمقابل حين يعود إلى الكلام يردد أسماء وهوية كل من أقدم على قتلهم ويذكرهم بأسمائهم واحدا واحدا ويلح على ذكر علاقة القرابة التي تربطه بهم جميعا.
كما أكد أمام المحققين أنه قرر الانتقام منهم جميعا لأسباب متنوعة سردها أمام عناصر الدرك أثناء مجريات التحقيق لكنها بدت أسبابا بسيطة وعبارة عن خلافات قديمة تبدو تافهة أحيانا أو بسبب تلميحات بالاستهزاء منه من طرفهم، لكن الذي تأكد للمحققين أنه كان ينوي كل من قتلهم وكل واحد لسبب من الأسباب يخصه التي كانت في الغالب عبارة عن مناوشات قديمة أو تحقير من شأنه بشكل من الأشكال.
ولدى استنطاق المتهم عن سبب قتله لأمه أكد أنها حاولت تلخيص زوجته من بين يديه، حين كان يهم بذبحها، أما عن والده فقد صرح أنه قصده في الغرفة التي كان بداخلها وقتله “لكونه لم يعد يصلح لشيء” بحسب قوله.
إلى ذلك تأكد لـ”الأخبار” عدم نية عناصر الدرك الملكي والسلطات القضائية إعادة تمثيل الجريمة، تجنبا لوقع أي انفلات أمني نظرا لاستمرار حالة الغضب والغليان في صفوف بعض أقرباء ضحايا المجزرة.
وتم اليوم الثلاثاء نقل المتهم إلى المحكمة من أجل التميديد لفترة وضعه تحت الحراسة النظرية، قبل عرضه على أنظار وكيل الملك لدى محكمة الاستئناف بالجديدة لاستكمال فصول التحقيق والمحاكمة.