تحتفي منصة شالة خلال الدورة الخامسة عشرة لمهرجان موازين إيقاعات العالم، بالموسيقى الصوفية العالمية، من خلال حضور الأغاني الفارسية والنشوة المصرية والتراث الجزائري والألحان اليديشية من أوربا الشرقية، والغجر من جنوب أوروبا، والمغول عبر روح السهوب، وأغاني روحانية اليابانية، في برنامج ينتظر أن يكون مناسبة تجمع بين التأمل والاحتفال في أجواء روحانية.
وتم تصنيف موقع شالة الأثري ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو، وهو الفضاء الذي ينتظر أن يضفي رمزية خاصة على مهرجان موازين إيقاعات العالم، لا سيما مع محور هذه السنة المتمثل في “الموسيقى الصوفية العالمية” عبر استضافة مجموعة من الأصوات من عدد من الدول.
ويحيي الفنان الاستثنائي أليريزا غورباني حفله بمنصة شالة مساء السبت 21 ماي المقبل، في لحظة احتفاء بأعمال الشاعر الفارسي الكبير الرومي، عبر إيقاعات كلاسيكية فارسية بروح صوفية. وهو الفنان الذي تمكن من معاصرة مجموعة من الفنانين الإيرانيين، من بينهم فريدون مشيري ومحمد رضا الشفيعي الكدكني، في مشروع فني ضخم استعان خلاله بالرديف التقليدي غير أنه صمم قطعه الموسيقية كقطع مستقلة.
في اليوم الموالي، الأحد 22 ماي القادم، من أوربا الشرقية، تحل الفنانة نويمي وايسفلد، التي ستحتفي باللغة اليديشية التي ترى فيها تعبيرا عاطفيا لكل المقاييس تمكن من تجاوز الحدود الإقليمية المفروضة، إذ تمكنت من السفر بهذه اللغة إلى عوالم مختلفة مساهمة في استثمارها وإيصالها إلى الجميع مؤمنة بقربها إلى الصوفية وأنها تساهم في حمل شعلة غناء متألق وعامر وحيوي بجميع أفراح وأحزان العالم مائل كما هو على الدوام نحو مثال متعال.
ومن مصر سيحضر الفنان متعدد المواهب سيد إمام، إلى منصة شالة لإحياء حفل مساء الاثنين 23 ماي، سيقدم خلاله لوحات احتفالية من الأغاني الشعبية المرفقة برقصات الزار والأغنية الشرقية والأناشيد المقدسة الخاصة بالمتصوفين المسلمين، وستكون أعمال إمام مرفقة بإيقات الكمان والربابة بهالات إيقاعية، مما يسمح لهما بالتعالي، خطوة بخطوة، في الطريق الروحي المفضي إلى البهجة والرقص.
تلتقي موسيقى القيثارة مع كناوة في حفل مساء الثلاثاء 24 ماي، في لحظة انسجام بين الإيقاعات تحييها الفنانة الإسبانية إينيسباكان، المعروفة بصوتها الفريد، والفنان ماجد بقاس الذي سيسافر بالحضور إلى عالم كناوة المستمد من جذوره الإفريقية. إذ ينتظر أن يبحر الجمهور في عالم مليء بالإيقاعات والكلمات تعلوها الروح الصوفية بحضور عازف القيثارة بيدرو سولير، إذ ينتظر أن تكون هذه السهرة مناسبة لاكتشاف التزواج بين القيثارة والكمبري، وإبراز الحوار بين هذين التراثين الجنوبيين قمم العاطفة والوجدان.
ستحضر “الترانتا”، أو “البيتسيكا”، التي تعتبر موسيقى ورقص ذوي فضائل علاجية الشهيرة بمنطقة بوليا الإيطالية، إلى منصة شالة مساء الأربعاء 24 ماي، في حفل يحييه الفنان وعازف التامبورين أنطونيو كاسترينانو، من مواليد سالينتو، الذي يسعى إلى أن يمزج في نفس القطعة الموسيقية بنيات وتراكيب متعددة حيث ينتقل من نمط خاص بالبيتسيكا إلى إيقاع البانغرا الهندية أو إلى ترنيمة مستعارة إلى الموسيقى الشعبية المغاربية، وهو إبداع يسعى إلى تمازج الآلات الإيقاعية والغناء في لحظات تسودها نشوة روحانية.
ومساء الخمس 26 ماي المقبل، ستكون الأنفاس الرباعية من منغوليا في لحظة احتفاء بروح السهوب من خلال مشاركة الفنان إنخجاركال دانارفانشيك، الملقب إيبي، لإبراز التراث الحلقي التوافقي للمغول الذي تعمه الروحانية المتعاظمة للعلاقة التي توحد الإنسان والطبيعة والإله، كما يشكل هذا الحفل لقاء روحانيا بين رجلين يحبان الحرية الفنية في احترام دائم للخيالات وللروحانيات الخاصة بكل مجال جغرافي. وسيصاحب حوارهما اثنين من الموسيقيين الموهوبين، العازف على الآلات الإيقاعية ثييري غومار والعازف على الكمان جوهان رينارد.
ومن الثقافة اليابانية المتجذرة، سيكون لجمهور منصة شالة موعدا مساء الجمعة 27 ماي المقبل، مع موسيقى كاكوشين نيشيهارا الاستثنائية والعنيفة والمفعمة بالغضب، يجاورها صوت مرتفع لتحكي قصص أشباح مرعبة، وحركات محاربين يستحوذ عليهم جنون التعطش للدماء ورثاء الشياطين الضالة على المقابر الجماعية، إنها اليابان الإقطاعية الملحمية والوثنية الروحانية التي يعمل فنها على إعادة إحيائها وتقديمها عبر لوحات احتفالية.
وتختتم سهرات منصة شالة، مساء السبت 28 ماي القادم، بحفل تحييه الفنانة الجزائرية حورية عايشي، المعروفة بأدائها للإيقاعات التقليدية، بعد تكريمها للمغنيات الكبيرات في الجزائر بألبومها “غنايات”، انتقلت إلى الأغاني المقدسة موظفة مجموعة من الإيقاعات من غرب الجزائر وفي جبال الأوراس والصحراء ومنطقة شمال القبايل، مؤكدة على سبر أسرار الجمال الخاصة بهذا الفن.