تطرق برنامج “45 دقيقة” الذي يبث على القناة الأولى كل أحد ابتداء من الساعة التاسعة و45 دقيقة، في حلقة فاتح ماي 2016، إلى موضوع الهجرة السرية إلى تركيا “أنواع وطرق ومخططات الوصول إلى هذا البلد الحُلم الجديد بالنسبة للمغاربة”.
وأكدت الصحافية هدى حسوان، معدة الحلقة، في تصريح لــ”إحاطة.ما” أن “طاقم برنامج 45 دقيقة كان دائما يفكر في القيام بهذا التحقيق وبالفعل عاش هذه التجربة بعدما أخذ الإذن من المهاجرين المغاربة المتوجهين لتركيا ومن ثم إلى باقي الدول الأوروبية”.
وقالت حسوان إن “ظروف تصوير الحلقة لم تكن سهلة لأنها مرت في أجواء خطيرة، كما أن طاقم البرنامج وجد صعوبات في تسجيل كل اللطقات بالكاميرا بعدما تعمق مع المهاجرين المغاربة وتعرف على العديد من الأشخاص الذين يتوسطون للمغاربة من أجل إيصالهم للدول الأوروبية”، مشيرة إلى أن “العديد من اللقطات سجلتها عن طريق كاميرا الهاتف أو الكاميرا الخفية بعدما تعذر عليها استعمال كاميرا البرنامج”.
وأوضحت حسوان، التي ركبت قوارب الموت لنقل معاناة الحراكة المغاربة، في تصريح لــ“إحاطة.ما” أنها عاشت العديد من اللحظات العصيبة خلال هذه الرحلة التي لازالت راسخة في ذهنها لحد الساعة “بصراحة حسيت بالخوف خصوصا عندما شاهدت المسدسات وسمعت أصوات القتل، كما أن المبيت ديالنا في الغابة كان لحظة لن أنساها”، مضيفة أن “الحاجة الوحيدة التي لن أنساها هي عندما جاءت سيارة لأقرب نقطة الحدود اليونانية وعلى متنها أشخاص ينتمون لشبكة المهربين الدوليين ركبونا وطلعوا بنا للجبل وفي ذاك اللحظة لم نعرف ماذا سيقع بالضبط خصوصا أن سائق السيارة رفض التكلم معنا حتى فتشوا أوراقنا وشافوا بعض الصور ديالنا ومن ثم تركونا نذهب لحال سبيلنا، هذه اللحظة ظلت راسخة في ذاكرتي لحد الساعة لأني عشت فيلما رهيبا”.
وفي السياق نفسه تابعت حسوان قائلة إنها “في بعض اللحظات كنت كندم على أنني خضت هذه التجربة، خصوصا عندما وجدت نفسي بين شبكة للمهربين ديال الحراكة والسلاح وبديت كنفكر فعائلتي والوالدين ديالي وجميع السيناريوهات الخايبة روادتني في تلك اللحظات العصيبة والخطيرة”.
وأفادت حسوان أن “انقطاع الاتصال بينها وبين طاقم برنامج 45 دقيقة في الدار البيضاء تسبب في خوف ورعب المسؤولين في البرنامج الذين اعتقدوا أنه حصل لها وللكاميرمان الذي كان برفقتها مكروها”.
