أكد الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة أنيس بيرو، أمس الجمعة بوجدة، أن مغاربة العالم مدعوون ليكونوا في دول الإقامة نموذجا حاملا لقيم المغاربة في العطاء والانفتاح واحترام الآخر والجدية والعمل الدؤوب.
وقال الوزير، خلال لقاء نظمه مجلس جهة الشرق تحت عنوان “من أجل حكامة جهوية ناجعة لموضوع الهجرة”، “نريد لجاليتنا أن تكون نموذجا، (وأن تكون) حاملة للقيم التي نتقاسمها في المغرب، قيم العطاء والانفتاح واحترام الآخر والجدية والعمل الدؤوب، بما يبوئهم موقع احترام وتقدير في كل المجتمعات”.
وفي سياق حديثه عن مغاربة العالم المنحدرين من جهة الشرق، ذكر بيرو بأن ثلث المغاربة المقيمين بالخارح ينحدرون من الجهة الشرقية، لافتا إلى أن هذه الجهة أنجبت طاقات ومؤهلات بشرية “هائلة” تقيم خارج المغرب دون أن تفك روابطها مع الوطن الأم.
وأضاف أن مغاربة العالم المنحدرين من شرق المغرب كان لهم، ولا يزال، دور لافت في الحياة الاجتماعية والاقتصادية بهذه الربوع، مبرزا إسهاماتهم القيمة في تنمية وتطوير مدن وقرى جهة الشرق.
من جانبه، أبرز رئيس مجلس جهة الشرق عبد النبي بعيوي أن العلاقة بين الهجرة والتنمية تظل “وطيدة”، مسجلا أن المغرب تحول من محطة عبور إلى بلد إقامة، وهو ما دفع المغرب إلى ابتكار رؤية جديدة لمعالجة القضايا المرتبطة بالهجرة.
وعلى الصعيد الجهوي، لفت بعيوي إلى أن جهة الشرق تزخر بعدد كبير من المهاجرين الذين يتوفرون على كفاءات معتبرة في تخصصات كثيرة، مؤكدا أن ذلك يستلزم “بلورة رؤية متكاملة واستشرافية، أساسها ترسيخ مقاربة شمولية تتماشى مع الأبعاد الجديدة للجهوية المتقدمة وتستجيب بشكل ناجع لمتطلبات المهاجرين وانتظاراتهم”.
ودعا رئيس مجلس جهة الشرق، في هذا الصدد، جمعيات المغاربة المقيمين بالخارج إلى تعبئة الموارد والكفاءات المنحدرة من الجهة الشرقية بغية النهوض بمبادرات تضامنية واجتماعية واقتصادية بالجهة.
من جهته، قال والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة أنجاد محمد مهيدية، في كلمة تلاها بالنيابة عنه الكاتب العام للولاية عبد الرزاق الكورجي، إن مغاربة العالم المنحدرين من جهة الشرق موزعون على عدة بلدان، ما يمثل رصيدا بشريا ومعرفيا واستثماريا مهما يجب توظيفه في المجهودات التنموية التي تعرفها الجهة.
وفي السياق ذاته، أشار الوالي إلى أن الدولة بذلت مجهودات جبارة لتوطيد أواصر انتماء مغاربة العالم إلى وطنهم والدفاع عن مصالحهم.
وأكد عزم سلطات الولاية ومجلس جهة الشرق على تقديم المزيد من الدعم للمغاربة المقيمين بالخارج عبر عدد من الآليات والبرامج الطموحة، مشيرا إلى أن الجهود ستنصب بصفة خاصة على جعل ملف المغاربة المقيمين بالخارج مكونا أساسيا ضمن برامجهما وسياسيتهما العمومية ورافعة للتنمية وجلب الاستثمار ونقل الكفاءات والتجارب النموذجية.
من جانبه، أشاد سفير الاتحاد الأوروبي بالمغرب روبرت جوي بالتقدم الهام الذي عرفته جهة الشرق خلال السنوات الأخيرة، متمنيا النجاح الكامل لهذه الجهة في مسلسل الجهوية المتقدمة.
واستعرض أهداف برنامج “شراكة” الذي يسهر عليه الاتحاد الأوروبي والذي يواكب الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة في مهمة القيادة الفعلية وتنفيذ الاستراتنيجية الوطنية لفائدة هذه الفئة من المغاربة على المستوى الجهوي، وذلك في إطار المهام الجديدة للسلطات والمجالس المحلية في إطار الجهوية الموسعة.
كما أشار، في هذا الصدد، إلى البرنامج الجهوي لمبادرات المغاربة المقيمين بالخارج بالجهة الشرقية الذي يتوخى تشجيع إدماج مغاربة العالم في استراتيجية تنمية الجهة الشرقىة، وذلك عبر خلق دينامية توافقية متعددة الأبعاد.
وعلى هامش هذا اللقاء، تم توقيع اتفاقية إطار بين كل من الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة وولاية جهة الشرق ومجلس الجهة.
وتندرج هذه الاتفاقية في إطار إنجاز البرنامج المندمج للوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، “شراكة: تعزيز تنقل الكفاءات والأشخاص” والموقع في إطار اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي والهادف إلى تحقيق مشاريع في مجال الهجرة والتنمية على مستوى تراب جهة الشرق.
وتم اختيار الجهة الشرقية كمنطقة تجريبية أولى لهذا البرنامج لمدة سنة كاملة في إطار البرنامج الجهوي لمبادرات المغاربة المقيمين في الخارج بجهة الشرق مع التركيز على المحاور المتعلقة بإدماج تدبير شؤون الجالية المغربية في المخطط الاستراتيجي للجهة الشرقية وتشجيع تنمية مجال الجهة لفائدة الجالية ومواكبة المستثمرين المغاربة المقيمين بالخارج والمواكبة الاجتماعية لمغاربة العالم وتعزيز التواصل تجاه المغاربة المقيمين بالخارج.
وشكلت هذه المناسبة فرصة للإطلاق العملي للبرنامج الجهوي لمبادرات المغاربة المقيمين في الخارج بجهة الشرق من خلال توقيع أربع اتفاقيات للتمويل بين مجلس جهة الشرق ووكالة تنمية أقاليم وعمالة الجهة الشرقية وجمعية الهجرة والتنمية.
وسيتم في إطار هذا البرنامج في الأشهر القليلة القادمة إطلاق منتدى إقتصادي جهوي لمستثمري الجهة، كما سيتم إطلاق بوابة إلكترونية لتكون آلية للتواصل والحوار بين مختلف الفاعلين في جهة الشرق.