يبدو أن قادة الجزائر دائما يحاولون تصدير أزمة بلادهم للمغرب من أجل تغليط شعبهم والقول إن المملكة المغربية هي من تقف عائقا وراء تطور المنطقة، كي لا يتم فتح الحدود بين البلدين بعد مطالبة الشعب الجزائري في العديد من المناسبات بضرورة فتح الحدود مع المغرب وموريتانيا لإنعاش التبادل التجاري.
آخر هذه الاتهامات هي التي وجهها وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائري نور الدين بدوي، حيث استغل زيارته إلى تندوف لتوجيه رسائل سياسية للطرف المغربي، موضحا أن “الجزائر ستواصل معركتها ضد آفة المخدرات، كونها باتت تنخر البلاد وأصبحت وسيلة من بين الوسائل التي تهدف المساس بأمن واستقرار الجزائر، وتستهدف فئة الشباب”.
ووجد الوزير الجزائري نفسه مضطرا للرد عن أسئلة سكان المنطقة بخصوص فتح الحدود مع المغرب وموريتانيا، حيث أكد أن ” النتائج التي اتخذتها مختلف المصالح الأمنية لتضييق الخناق على مهربي المخدرات بدأت تظهر في الميدان”، مشيرا إلى أن “حماية الشعب من آفة المخدرات هي الأهم وأن الشعب الجزائري مطالب بأن يعي هذا الأمر”.
واعتبر الوزير المذكور أن الجزائر تعمل على إغلاق الحدود مع جيرانها خوفا من انتشار المافيا وتجار السلاح.
يذكر أن عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، صرح في حديث نشرته صحيفة (أ بي سي) الإسبانية أنه” يتعين علينا إدراك أن الإرهاب ظاهرة عالمية لا تهم منطقة محددة بعينها، وأنه يتطلب تعاون جميع البلدان. ولسوء الحظ، لدينا جار (الجزائر) يبقى التعاون معه منعدم وسلبي، مما يفرض علينا أن نكون حذرين ويقظين”.
وأوضح الخيام أن المغرب مطالب بحماية ترابه في ظل عدم تعاون الجزائر معه في مجال مكافحة ظاهرة الإرهاب التي تهدد أمن المنطقة.