الغالي: الزيارة الملكية للصين تعكس المسعى في تنويع العلاقات المغربية

أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، محمد الغالي، أن الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس للصين تعكس المسعى في تنويع العلاقات المغربية وتحقيق تعاضديتها والتقائيتها، في عالم متحول في إطار رابح ـ رابح.

وقال في هذا الصدد إن الزيارة الملكية تكرس “البراديغم الجديد للديبلوماسية المغربية” في ادارة علاقاتها الخارجية والمتمثل في تنويع العلاقات المغربية وتحقيق تعاضديتها والتقائيتها، في عالم متحول في اطار رابح ـ رابح، وذلك مع قوى لها مصالح متمايزة، مثل الصين، والولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا.

وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الزيارة الملكية للصين كدولة عظمى دائمة العضوية بمجلس الأمن وكقوة اقتصادية كبرى في العالم، تأتي في سياق مجموعة من التحولات الجيوـ استراتيجية التي يعرفها العالم ، مما بات يفرض أكثر من أي وقت مضى ضرورة التعامل معها وتدبيرها بما يتماشى ومتطلبات الأمن القومي والتنمية على الصعيد الوطني.

وأبرز الغالي أن الزيارة الملكية “تحمل ثلاث رسائل هامة الى مختلف القوى العالمية التي كانت تنظر للدبلوماسية المغربية نظرة محافظة لا تخرج عن سياق اعتبار الدولة المغربية حليفا أمينا ووفيا حتى وإن تعرض لضربات الأصدقاء”.

وأشار في هذا السياق الى أن قوة الرسالة تكمن في كون معادلة الأمن القومي المغربي أصبحت لوحة قيادتها تتحكم فيها بدورها طبيعة المصالح، ومعيارها في ذلك ما يخدم دوام واستمرارية الدولة المغربية، وعليه، يضيف الأكاديمي، ليس هناك معنى للحليف ولا دوام للصديق بل هناك مصالح مقتسمة ومصير مشترك يفترض التأسيس بناء على التزامات متبادلة.

أما الرسالة الثانية ، يقول محمد الغالي، فمفادها أن الدينامية التي تعرفها الديبلوماسية المغربية هي تكريس لالتزامات المغرب الدولية وفي ضوء المرجعيات التي تؤكد على ضرورة بناء السلم والأمن الدوليين من خلال تشجيع حركة المبادلات ذات الطبيعة الاقتصادية بين مختلف الدول، وليس على تكريس الاحتقان العالمي من خلال تسميم الأجواء وإشاعة ثقافة العدوان من خلال ملتقيات يتم في سياقها زرع ثقافة التوتر وضرب سيادة الدول.

وأضاف أن الرسالة الثالثة تفيد بأن المغرب دولة ذات سيادة على أراضيه وبأنه لا يمكن معالجة قضايا الأمن والاستقرار في الصالونات المفتوحة أو المغلقة، لافتا إلى أن استقرار العالم يتحقق من خلال المبادرات التنموية الخلاقة، باعتبارها قنطرة أساسية في تحقيق الأمن والسلم للشعوب.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة