المسلمون جزء من ألمانيا.. ودور عبادتهم أيضا

تسعى جماعة مسلمة في مدينة إيرفورت إلى بناء مسجد هناك، وهو الأول من نوعه في ولاية تورينغن، غير أن حركة بيغيدا وحزب البديل من أجل ألمانيا يحشدان للحيلولة دون تحقيق ذلك. الكاتبة ناوومي كونراد تحذر من نجاح مثل هذه المواقف.
أين هي المشكلة؟ جماعة دينية تريد بناء مسجد في منطقة صناعية في مدينة إيرفورت، أي في منطقة غير سكنية، مجاورة لبنايات مطافئ إيرفورت ووكالة الإغاثة الفنية الألمانية والجمعية الألمانية لمراقبة السيارات “ديكرا”، ويعني ذلك أن أفراد هذه الجماعة الدينية السبعون، الذين يودون الصلاة في المسجد، لن يجعلوا الطريق الرئيسي مكتظا بالسيارات، كما إنهم لن يستولوا على مواقف السيارات ولن يقطفوا جميع الأزهار البرية الموجودة في الحقل المقابل للمسجد.
وعلى الرغم من ذلك فإن بيورن هوكه، رئيس الجناح البرلماني لحزب البديل من أجل ألمانيا (يميني شعبوي) في ولاية تورينغن يرى أن خلف مشروع بناء المسجد يوجد “مشروع بعيد المدى للاستيلاء على الأراضي”، معلنا بشكل مريب عن “حزمة إجراءات” للحيلولة دون تحقيق المشروع.
وفي مستهل (تلك الإجراءات) يأتي اليوم الأربعاء (18 من مايو2016) تنظيم حفل موسيقي تحت شعار “بلادنا، ثقافتنا، قرارنا” وتتخلل فعاليات الاحتفال تقديم كلمة باسم حركة بيغيدا (وطنيون أروبيون ضد أسلمة أوروبا).
إذن، أولائك الذين يكرهون الأجانب، يقفون الآن جنبا إلى جنب: ذلك أن بيت الله هذا، وهو ما يجب معرفته، ليس مجرد كنيسة لامعرفة بخلفيتها ولا يشكل فرعا لطائفة السينتولوجيا. ليسالأمر كذلك، الأمر يتعلق هنا بمسجد صغير نسبيا بمأذنة ومساحة لا تتجاوز مساحة بيت من طابقين، وفقا لبيانات الجالية المسلمة التي قدمت طلب البناء.
مشروع البناء هذا هو الأول من نوعه في ولاية تورينغن وباستثناء برلين فهو الثالث بعد مدينتي لايبسيغ وكيمنيتس فيالولايات الألمانية الجديدة (الولايات التي كانت تابعة لألمانيا الشرقية سابقا قبل توحيد شطري ألمانيا عام 1990)
لا يرفض حزب البديل من أجل ألمانيا (أ.ف.دي) أوحركة بيغيدا وغيرهما أن يقوم المسلمون بأداء صلاتهم في ألمانيا الشرقية، ولكنهم يريدون أن يكون ذلك داخل وحدات سكنية أو بنايات مخصصة عادة للإدارات والمكاتب فقط. بيد أن هذه الأماكن، كما تقول الجاليات المسلمة، تكون دائما مكتظة.
أليس من حق المسلمين أن يصلوا في مساجد؟
وحتى وإن لم يكن الأمر كذلك: لماذا يجب على المسلمين الاختفاء عند تأدية شعائرهم وكأن دينهم مدعاة للاحتشام أو الاعتذار؟ أو وكأنهم مجرد ضيوف في هذا البلد وليسوا مواطنين وجيران.
لا يمكن حقا منع الناس من أن يكونوا عنصريين أو أن ينشروا أحكاما سخيفة مسبقة عن الإسلام والمسلمين بشكل قد يتحول أحيانا إلى مشاعر الكراهية وأعمال عنف.
من حسن الحظ أننا وكذلك الأمر بالنسبة للسياسيين غير مجبرين على الإصغاء لهؤلاء. فالإسلام والمسلمون ودور عبادتهم هي أيضا جزء من ألمانيا. لذلك يجب عدم ترك المجال لمزاعم حزب البديل من أجل ألمانيا ولغيرهم، وإلا لضاع في هذا البلد الكثير من حلاوة العيش فيه، وقد يصبح ذلك حقا مشكلة.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة