أكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، اليوم السبت، بالعيون، على الدور الذي يضطلع به الإعلام في مواجهة المخططات التي تستهدف الوحدة الترابية للمملكة.
وقال الخلفي، خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني الثاني للصحافة والإعلام بالصحراء، التي حضرها والي جهة العيون الساقية الحمراء، عامل إقليم العيون، السيد يحظيه بوشعاب، إن “الإعلام يعتبر أحد مفاتيح مواجهة المخططات التي تستهدف الوحدة الترابية للمملكة”.
ودعا، في هذا السياق، إلى تمكين أبناء الصحراء المغربية من أدوات العمل حتى ينخرطوا في هذا المجال، في ظل بروز جيل شاب جديد مؤمن بمغربية الصحراء، ومتطلع للاضطلاع بدوره في إطار الدفاع عن الوحدة الوطنية والترابية.
وأضاف أن الملتقى، الذي يشارك فيه أساتذة جامعيون وباحثون في الاعلام والسياسة والثقافة، يشكل مناسبة لطرح قضايا الإعلام وسبل تطوير المهارات الإعلامية، وذلك في سياق خاص يتسم بعدة تحديات مطروحة على القضية الوطنية، امتدت على مدى الستة أشهر الأخيرة على الأقل، وتحيلنا على دور الإعلام في هذا المجال.
وأبرز الخلفي أن الملتقى يشكل أيضا مناسبة للاستثمار في الشباب وللثقة فيه، ولبناء المستقبل، ومحطة ضمن محطات أخرى وقع تفعيلها، تشمل مبادرة التأهيل من أجل الترافع الرقمي حول قضية الصحراء المغربية، وهي مبادرة انطلقت من أجل تمكين شباب المنظمات الحزبية والمدنية، داخل المغرب وخارجه، بشراكة مع وزارة الاتصال، من أدوات الترافع الرقمي حول القضية الوطنية، فيما تهم المبادرة الثانية إطلاق برنامج للتكوين المستمر حول قضية الصحراء، والذي تشتغل عليه رئاسة جامعة محمد بن عبد الله بفاس، موجه للصحافيين والصحافيات، ويعكس الحاجة إلى رفع وتعزيز القدرات المعرفية وكذا المهارات المرتبطة بالترافع حول قضية الصحراء المغربية لدى رجال ونساء الإعلام.
واشاد بالمشاركة المكثفة للشباب من أبناء الأقاليم الجنوبية وإقبالهم على التسجيل في مبادرة التأهيل من أجل الترافع الرقمي حول قضية الصحراء المغربية، مذكرا بأنه تم إطلاق هذه المبادرة بداية بهدف تكوين 1000 مشارك كل سنة لبلوغ هدف 5000 مشارك على مدى خمس سنوات، لكن حجم الطلب خلال السنة الأولى، يضيف الوزير، قارب الخمسة آلاف، لذا تقرر أن يقع إطلاق المبادرة ب5000 مستفيد من التكوين كدفعة أولى لهذا البرنامج التكويني.
كما أكد الخلفي على ضرورة الوقوف عند المقاربة التي يتسم بها تعاطي وزارة الاتصال مع قضية الإعلام، موضحا أن “هذه المقاربة تجدد في العمق معاني الانتماء للوطن، وترفع من مجهود النضال المستمر من أجل الدفاع عن الصحراء المغربية على الواجهة الإعلامية، باعتبار ذلك مدخلا أساسيا من مداخل تجديد هذا الانتماء وترسيخه وتعميقه”.
وشدد على أن الوضعية الراهنة تشهد تحولات متعددة ذات طبيعة دولية مرتبطة بتغيرات ميزان القوى الدولي، وذات طبيعة اقتصادية مرتبطة بالإشكالية الطاقية في العالم وما يرتبط بها، وتحولات مرتبطة بتطور تكنولوجيا المعلومات، وذات طبيعة ديموغرافية مرتبطة ببروز أجيال شابة جديدة مؤمنة بالحرية والكرامة، ومؤمنة بالوحدة، وواعية بمخاطر مخططات التجزئة والتقسيم الموجودة في المنطقة.
وقال “هي إذن تحولات متعددة، لكن في مقابلها يظل الجوهر يتمثل في ثوابت جعلت بلدنا يحفظ وحدته واستمراريته، ومن هذه الثوابت ما يتعلق بتعميق المسار الديمقراطي”، مؤكدا على أن “هذا الثابت يرسخ إرادة الشعب المغربي في تعميق مسار الحريات وفي التقدم به إلى الأمام، وهي إرادة شكل الخطاب التاريخي لجلالة الملك محمد السادس، لـ 9 مارس 2011، خريطة طريق لتنزيله، وتمخض عنها ضمن مسار محطاتها الأخيرة ورش الجهوية المتقدمة، ولا يمكن لأحد أن ينكر ما تحقق من إنجازات على مستوى إرساء مجالس منتخبة، بمشاركة مكثفة، وبصلاحيات جديدة، وبإمكانيات مالية لم تكن متاحة في السابق”.
وسجل أن الأمر لم يعد مرتبطا فقط بمشروع سياسي ومؤسساتي يرتبط بالحكامة وبإحداث مؤسسات جديدة، بل أصبح أيضا مرتبطا ببرنامج تنموي واقتصادي، والذي تجسد في سلسلة من المحطات، ومنها محطة نونبر 2015 عندما أشرف جلالة الملك محمد السادس على توقيع عدد من الاتفاقيات المرتبطة بهذا البرنامج التنموي الجديد، ثم محطة الداخلة والتي أشرف خلالها جلالة الملك على إطلاق البرامج المتعلقة بتنزيل هذا البرنامج التنموي الطموح في جهتي الداخلة- واد الذهب، وكلميم- واد نون، الى جانب الآلية التي تم إرساؤها من أجل تتبع تنفيذ تلك المشاريع والتي عقدت أولى لقاءاتها نهاية مارس الماضي، وكذا تعزيز وتقوية المشروع الثقافي النابع من الأقاليم الجنوبية للمملكة، والمنطلق من الخصوصية الثقافية الصحراوية الحسانية، والذي اكتسب أبعادا دستورية وثقافية وحقوقية وإعلامية،التي تشكل جوهر مساهمة الأقاليم الجنوبية في بناء المغرب الحديث.
وأكد على أن هذه الأبعاد الثلاثة تمثل الأمل الذي يتشكل في الصحراء المغربية، كقطب تنمية وإقلاع اقتصادي يربط أوروبا بإفريقيا جنوب الصحراء، مقابل يأس يتفاقم بمخيمات تندوف، داعيا الى رفع إشعاع وإبراز هذا النموذج التنموي الذي يتقدم، وفي الوقت نفسه التصدي بيقظة وبحزم لكل المناورات والمؤامرات التي تستهدف وحدة المغرب الترابية.
وقال إن “المغرب يعي التحديات المطروحة عليه، ولهذا فالمطلوب هو تقوية جبهتنا الداخلية عبر تعميق المسار الديمقراطي بأبعاده الاقتصادية والحقوقية والمؤسساتية والثقافية والإعلامية”.