تحت شعار “السينما من أجل تنمية الوعي الاجتماعي والجمالي ” نظمت جمعية النادي السينمائي بسيدي قاسم مهرجان سيدي قاسم السابع عشر للسينما المغربية بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ولجنة تنظيم المهرجانات والمركز السينمائي المغربي والمجلس البلدي للمدينة .
وافتتح المهرجان فعالياته بحفل تأبيني لروح المخرج القاسمي بدر الدين بوشفر حيث عرض شريطا قصيرا في بداية الحفل قصيرا عن حياته أعده المخرج الشاب رشيد السعيدي بتعاون مع أخت المرحوم ياسمين بوشفر. وعن هذا التأبين قال رئيس النادي السينمائي بسيدي قاسم عبد الخالق بلعربي ” إن تأبين بدر الدين بوشفر يمثل نوعا من العرفان والوفاء لهذا الشاب الطموح والذي قاوم داء السرطان ليترك لنا فيلما قصيرا عن الإرهاب، لدرجة أنه لم يستمتع بمشاهدته مع جمهور مدينته وبمهرجانه المفضل “، والشاب المرحوم بدر الدين بوشفرمن موليد 1994 بسيدي قاسم حاصل على دبلوم في الدراسات السمعية البصرية بثانوية الليمون بالرباط، ليلج بعدها سلك الاجازة للدراسات السينمائية بكلية عبد المالك السعدي بتطوان وفي هذه الفترة أصيب بسرطان حاول التغلب عليه ومقاومته بالدواء وبالمثابرة في الدراسة ليتوج مساره الدراسي بإجازة لكن المرض لم يهمله حيث توفي يوم 9/10/2015، تاركا فيلما قصيرا شاركت فيه أسماء عديدة من مدينة سيدي قاسم من بينها في السيناريو عزيز بوغابة والتصوير والمونتاج كان لرشيد السعيدي، والتشخيص ساهم فيه منتصر بياض، وعزيز بوغابة وأمل الرادي.
كما عرف الافتتاح أيضا فقرة موسيقية للفنان عبد الفتاح النكادي الذي أتحف الجمهور الغفير الحاضر بأغنية جنيريك وجع التراب وبعدها أغنية من شعر محمود درويش أهداها للمخرج الشريف الطريبق وأغاني خالدة من ريبرتواره وبعدها أقيم حفل تكريمي للمخرج القنيطري الشاب المتألق هشام ركراكي حيث قدم في حقه الناقد السينمائي أحمد سيجلماسي شهادة معبرة أشار فيها أنه منذ أفلامه القصيرة الأولى برهن الفنان محمد هشام ركراكي (من مواليد الرباط يوم 25 أبريل 1967) عن علو كعبه في الإخراج السينمائي، والدليل على ذلك الصدى الطيب والإيجابي جدا الذي خلفه فيلمه الأخير ” نداء ترانغ ” (2015) في أوساط النقاد والسينفيليين وعشاق السينما الرفيعة عموما، وكذا الجوائز العديدة التي حصدها هنا وهناك اعتبارا لعمقه الإنساني وتمكن صاحبه من أدوات التعبير بالصورة والصوت.
ليس غريبا إذن أن يتميز هشام ركراكي إبداعيا عن غيره من سينمائيي جيله، فهو غير متسرع وآمن بالتكوين الرصين وبالممارسة الميدانية من خلال الإنتاجات الأجنبية التي تصور ببلادنا حيث استفاد من خبرات مبدعين عالميين اشتغل إلى جانبهم أمثال مارتن سكورسيزي وريدلي سكوط وأوليفر سطون وغيرهم، وأصبح قادرا على العطاء بتميز كمدير إنتاج أو مؤطر بالمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما أو مخرج .
عندما يتكلم هشام يحسن اختيار عباراته ويقنع المستمعين إليه بعمقها، كما يقنع مشاهدي أفلامه بجدتها وجودتها وصدقها وكونية مضامينها . إنه مبدع بكل ما في الكلمة من معنى، يسير ثابت الخطى على الطريق “ثم بعد ذلك ثم عرض الشريط الطويل ” الوشاح الأحمر ” للمخرج محمد اليونسي وهو فيلم عن مخلفات ما كان يعرف بحرب الرمال مع الجارة الجزائر بحضور مخرج الفيلم “محمد اليونسي” وبطلة الفيلم ” يسرى طارق “، والجلسة سيرها بنجاح عضو المكتب الجامعي السابق حسن وهبي من مراكش.
وعرف اليوم الثاني تنظيم ثلاث ورشات لفائدة الشباب وأطر التدريس وأعضاء النادي ،حيث تمحورت الورشة الصباحية بدار الشباب حول المونطاج الرقمي وقام بتأطيرها المخرج الشاب جمال المودن، وفي الساعة الرابعة مساء بالخزانة البلدية أطر الناقد السينمائي عبد المجيد السداتي ورشة في القراءة الفيلمية بمشاركة المخرج داوود أولاد السيد، وانطلاقا من الساعة السادسة مساء بقاعة البلدية قدم الفنان المغربي عبد الفتاح النكادي درسا حول الوصل في الموسيقي لفائدة طلبة المعهد الموسيقي بسيدي قاسم، وفي الساعة السابعة والنصف بنفس القاعة انطلقت عروض المسابقة الرسمية “محمد مزيان للفيلم الروائي القصير ” بحضور لجنة التحكيم المكونة من محمد الشريف الطريبق رئيسا والفنان زكريا عاطفي والفنانة سهام أسيف والناقد السينمائي فريد بوجيدة.
ووصل عدد الأفلام المشاركة في الدورة أحد عشر فيلما، عرضت تباعا ست أفلام قصيرة منها وبعد فترة استراحة ثم عرض الباقي والأفلام المتنافسة على جوائز الدورة كانت :”دنيا ” للمخرجة فاتن جنان المحمدي، و”موت الحياة “للمخرج مدان الغزواني
و”كونكسيون”، للمخرجة نادية غالية لمهيدي، والطفل والخبز ” للمخرج محمد كومان، و”العلبة ” للمخرج إدريس الصواب، والانتظار في ثلاث مشاهد” للمخرج عبدالإله زيراط، وهمسات الزهرة للمخرجة غزلان أسيف، ودوار السوليما ” للمخرجة أسماء المدير، ومناديل بيضاء “للمخرج فريد الركراكي، وأيام الصيف ” للمخرج عماد بادي، و”حكاية الحب، والسلام ” للمخرج مراد خلو.
وبعدها تم الإعلان على جوائز المسابقة من طرف لجنة التحكيم التي جاءت على الشكل التالي “جائزة محمد مزيان لأحسن فيلم روائي قصير فاز بها فيلم “أيام الصيف ” للمخرج عماد بادي، وجائزة الإخراج حصل عليها فيلم “الانتظار في ثلاث مشاهد ” للمخرج عبدا لإله زيراط، وجائزة الجمهور منحها بالتصويت لفيلم العلبة للمخرج ادريس الصواب، ولم يفت لجنة التحكيم التنويه بأداء الممثل عزيز الدهيوير في فيلم ” العلبة ”.