في تطور مفاجئ، اتخذ خليل الهاشمي الإدريسي مدير وكالة المغرب العربي للأنباء، قرارا صادما بطرد الصحافية فاطمة الحساني نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية من المؤسسة التي اشتغلت بها أكثر من 21 سنة على خلفية انتماءها وتحركاتها النقابية.
فمباشرة بعد العيد توصلت فاطمة الحساني من إدارة الهاشمي بهذا القرار التعسفي الذي اتخذه مدير لاماب انتقاما من تنظيم نقابة الصحافة لوقفة احتجاجية حاشدة بحضور اعلاميين وبرلمانيين وحقوقيين، رفعت فيها شعارات تندد بالتدبير التسلطي للهاشمي لشؤون الوكالة وقمعه للحريات والعمل النقابي المستقل داخل الوكالة.
وأمام هذه التطورات غير المسبوقة لا يزال وزير الاتصال مصطفى الخلفي يلوذ بالصمت بعدما تدخل في الاسبوع الماضي لمنع فريقه البرلماني العدالة والتنمية والنائبة آمنة ماء العينين من طرح سؤال حول الوضع في لاماب وتغييره في اخر لحظة بسؤال عن قطاع الاتصال.
وأشارت مصادر متطابقة أن الخلفي دأب على التستر عن خروقات الهاشمي وتدبيره التسلطي للاماب مقابل دعم الهاشمي للخلفي في صراعه مع مسؤولي القطب العمومي وانخراطه بحماس في مشروع انشاء قناة تلفزية إخبارية وبلاطو للبث كنوع من تقطار الخلفي والهاشمي للشمع على ثلاثي القطب العمومي فيصل العرايشي وسليم الشيخ وسميرة سيطايل.
وحسب مصادر من الوكالة، فإن خليل الهاشمي لم يستطع هضم تنظيم النقابة لهذه الوقفة الاحتجاجية ضده وخاصة شعار “ارحل” الذي ردده الصحافيون وتداول صور البرلماني والقيادي النقابي بالفدرالية محمد ادعيدعة يحمل بدوره رفقة صحافيين لوحة شعار “الهاشمي ارحل”.
وأشارت المصادر الى أن إدارة الهاشمي وضعت لائحة سوداء بأسماء صحافيي الوكالة الذين شاركوا في هذه الوقفة الاحتجاجية من أجل ضرب حصار عليهم ومعاقبتهم في الوقت المناسب، حيث بدأت فعلا في تطبيق ذلك بإصدار قرار جديد يلغي تعيين أحد الصحافيين المشاركين في الوقفة للاشتعال في وجهة بأمريكا اللاتينية.
وحسب المصدر، فإنه رغم وعود مصطفى الخلفي بحل المشكل ودفع الهاشمي للتراجع عن قرار التوقيف الاولي للصحافية الحساني إلا أن القرار الاخير التصعيدي بطردها، أظهر أن الخلفي يساير الهاشمي في عبثه رغم أنه يترأس المجلس الاداري للوكالة وله صلاحيات قوية تمكنه من التدخل لارجاع الامور الى نصابها والانتصار الى مبادئ الحكامة الجيدة التي يعبث بها الهاشمي وهو ما تؤكده فضيحة قبول طالبات بمعهد الاعلام في مباراة أعلنتها لاماب .
وعبر صحافيو الوكالة عن صدمتهم لهذه القرارات التعسفية المطبوعة بروح الانتقام من النقابيين، معتبرين أن المدير الحالي الهاشمي الادريسي هو “أسوأ مدير” في تاريخ الوكالة رغم سياق الانفتاح الذي يعرفه المغرب حاليا وتطور الحريات النقابية والقطع مع سنوات الرصاص التي كان فيها طرد النقابيين ممارسة مألوفة.
وطالبوا رئيس الحكومة ووزير الاتصال بتحمل مسؤولياتهم في وقف هذا التراجع الخطير عن ممارسة الحريات النقابية في مؤسسات الدولة ووقف عبثية القرارات التعسفية في حق صحافيي لاماب.