لم تنفع الأيام في إقناع الشيخ حسن الكتاني، بتقبل المراجعات التي أجراها صديقه الشيخ أبو حفص، إذ خصص الشيخ حيزا مهما من تدويناته للرد على مراجعات أبو حفص٫ واستنكارها بطريقة تهجمية. واعتبر الكتاني أن ما يقوم به أبو حفص ”جلد” لرفاقه القدامى، في إشارة إلى نفسه، و”تشويه لصورتهم”.
الكتاني أشار كذلك إلى أن أصحاب المراجعات كانوا يصدرون البيانات تلو الأخرى، و”نحن معهم”، ينكرون شذوذهم عن علماء الأمة، و ”لم ينفردوا عن أحد بشيئ سوى أنهم جهروا بما لم يستطع الجهر به غيرهم فعوقبوا ظلما وعدوانا”، غير أنهم اليوم، في إشارة إلى أبو حفص وأتباعه ”يصرحون بأن المنهج الذي كانوا عليه كان يتضمن التزمت والغلو، وها هم الآن يتبرأون منه . فهل يتبرؤون من الصدع بالحق أم مما عليه جماهير الأمة؟؟”.
وعاب الشيخ السلفي، على أبو حفص، التنكر لأتباعه ول”مريديه” ممن كانوا يفدونه بالمال والنفس، وأنهم كانوا يسمعون كلامه، إلا أنه اليوم ومن خلال تراجعاته، أصبح يتهمهم بكل ”نقيصة” وينسب لنفسه كل ”حسنة”، ف”هذا من التطفيف في الميزان” يقول الشيخ السلفي، الذي هاجم أبو حفص في عدة مناسبات ولم يكلف الأخير نفسه لحظة للرد، في تجاهل تام للحرب الذي يقودها ضده رفيق الدرب في السجون إلى درجة طرده من الجمعية التي أسسها الشيخان بعد خروجهما من السجن، ليلجأ أبو حفص إلى حزب النهضة والفضيلة، حيث التحق به مجموعة من السلفيين.
