أكد رئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماش ،اليوم السبت بطنجة، أن بناء المستقبل المشترك للفضاء الأورو متوسطي يتأسس على مرتكز بينثقافي مولد للتنمية المتقاسمة في مجال السلم والأمن والتنمية المستدامة مع اعتبار التحولات المناخية وحماية بيئة المتوسط.
وأوضح في كلمة له خلال جلسة افتتاح أشغال قمة رؤساء البرلمانات والجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط ، أن بناء المستقبل المشترك يتطلب أيضا ربط الإشكاليات، بشكل عضوي، بين التعدد الثقافي المتوسطي والسلم والأمن والتنمية المستدامة والتحولات المناخية وحماية البيئة ، وكذا تنمية المقاولات والنقل والتنمية الحضرية المستدامة والطاقة والعمل من أجل المناخ والماء والبيئة والتعليم العالي والبحث والشؤون المدنية والاجتماعية.
كما يقتضي الأمر ، يضيف بنشماش ، بلورة أهداف التنمية المستدامة في أفق 2030 وضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة ، وجعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة ،واتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره وحفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة.
واعتبر في هذا السياق أنه بالقدر، الذي طورت فيه الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط أرضيات تتعلق بالطاقة على مستوى الاتحاد وتدبر فيه عمل مجموعة الخبراء حول التحولات المناخية وتطور الدينامية للتعاون بشأن قضايا التحول المناخي، فقد حان الوقت لتفعيل أكبر لدور الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط في تحقيق ربط عضوي بين التنمية المستدامة ومواجهة التحولات المناخية.
ودعا بالمناسبة إلى استثمار دور الجمعية البرلمانية للاتحاد وكذا برلمانات الدول الأعضاء في الاتحاد في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لعمل الاتحاد في مجال الطاقة والعمل من أجل المناخ ، عبر دعم الحوار البنيوي الجهوي حول الطاقة والتحولات المناخية ، وتوفير برلمانات الدول الأعضاء في الاتحاد لبيئة تشريعية ملائمة لدعم المشاريع المتعلقة بالطاقات النظيفة والمتجددة وتأمين الموارد اللازمة لذلك، والنهوض بمثل هذه المشاريع وتشجيع التعريف بها من خلال التعاون بين البرلمانات.
كما دعا بنشماش إلى إبداع خطة عمل تستهدف تكثيف عمل البرلمانات والاتحاد البرلماني الدولي في مجال المناخ وصياغة خطط على مستوى الجمعيات البرلمانية الإقليمية وعلى مستوى البرلمانات الوطنية ذات طابع استراتيجي لتحقيق إجابة فعالة تمكن من الوصول إلى الأفق المشترك للفضاء الأورومتوسطي ،مع وضع آليات للمراقبة ودعم البعد البيئي في السياسات العمومية وإغناء الديناميات الوطنية في المجال .
وخلص رئيس مجلس المستشارين إلى أن مواجهة الرهانات والتحديات المطروحة على العالم بشكل عام والفضاء الأورومتوسطي بشكل خاص ، تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى تنزيل الخطط بشكل واع ومسؤول ، والانتقال من الأقوال إلى الأفعال ، وبلورة الاستراتيجيات في أرض الواقع ، وكذا تفعيل أكبر لدور الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط من أجل المساهمة في بناء المستقبل المشترك بروح مبدعة وخلاقة .