أكد سفير الاتحاد الاوروبي بالمغرب روبرت جوي، أمس الاثنين بالرباط، أن المغرب، البلد المنفتح والعصري والمتسامح، يبرهن لباقي دول العالم أن “العيش المشترك أمر ممكن”.
وأبرز جوي بمناسبة لقاء المغرب – الاتحاد الأوروبي الثاني عشر، المنظم من قبل جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة والمؤسسة الألمانية كونراد أدناور حول موضوع “التعايش السلمي: مسؤولية مشتركة”، أن “المغرب يزخر بفضل تجذره الإفريقي ومكانته في العالم العربي والمتوسطي، برأسمال لامادي غني جدا. وتكمن جذور غناه في تنوعه الوارد ذكره في ديباجة دستور 2011”.
وأوضح أن “المملكة تعمل منذ عدة سنوات من أجل تفاهم أفضل بين الديانات، وما فتئت تطلق مبادرات تقدمية وشجاعة للنهوض بالاحترام بين الأديان والحوار بين الثقافات”، مذكرا في هذا الصدد بإعلان مراكش (يناير 2016) حول حقوق الأقليات الدينية، وإحداث مركز للبحث والتكوين في مجال العلاقات بين الاديان ضمن الرابطة المحمدية للعلماء، والمقاربة التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس للنهوض بتدريس إسلام متسامح ووسطي.
وذكر الدبلوماسي الأوروبي في هذا السياق بمبادرة ترميم مقابر اليهود بالمغرب ومشروع تجديد دير تومليلين قرب مدينة أزرو.
ومن جهة أخرى، أشار إلى أن المغرب “قدم أيضا درسا لباقي البلدان” من خلال اعتماده سياسة جديدة للهجرة “إنسانية ورائدة على المستوى الإقليمي”، مضيفا أن هذه السياسة تقوم على تدبير تدفقات الهجرة في احترام لحقوق الإنسان وتسهيل اندماج المهاجرين في المجتمع.
وبخصوص العلاقات بين المغرب وأوروبا، أوضح المسؤول الأوروبي أن الطرفين نسجا منذ قرون روابط “تاريخية وقائمة على قرب وثيق جدا”، مضيفا أن الشراكة “القوية” بين المغرب والاتحاد الأوروبي تعتبر “رمزا للتعايش السلمي” في منطقة مضطربة. وقال إن روابط التعاون بين الطرفين تقوم على “أساس من القيم المشتركة، والتسامح والاحترام المتبادل والتضامن”، مضيفا أن الرباط وبروكسيل عازمتان على العمل سويا ومضاعفة الجهود من أجل التقدم في علاقات الشراكة.
وشدد على أن المغرب يبقى “شريكا لا محيد عنه بالنسبة لأوروبا” في زمن تسود فيه ديماغوجية مقلقة في العديد من البلدان.