أفاد رشيد لزرق، الباحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري، أن بنكيران يسعى لإحياء الكتلة التاريخية عبر محاولة استدراج الاتحاد الاشتراكي، مشيرا إلى أن “قيام هذا التحالف يشكل خطرا على المؤسسات ومحاولة الانقلاب على الدولة وتكريس الخلط السياسي”.
وأكد لزرق في تصريحه لــ“إحاطة.ما” أنه “رغم جاذبية الطرح فإن الممارسة العملية أثبتت هشاشته لما فيه من تقوية قوى التدين السياسي في مجتمع يعرف صدمة التحديث”، مستحضرا التجربة الإيرانية التي قامت من أجل تحديث سياسي للدولة ليتم تحويلها من من ثورة مدنية إلى دولة دينية.
وشدد لزرق على أن “الكتلة التاريخية هي انقلاب على الدستور وتكريس لعدم الوضوح السياسي”، لافتا إلى أن “المغرب اليوم يحتاح للوضوح القيمي من خلال بروز قطبين حداثي ومحافظ والذي من شأنه إعطاء مدلول للخيار الديمقراطي الذي أضحى من توابث المملكة المغربية”.
ودعا الباحث في العلوم السياسية رشيد لزرق، حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى الانتقال من الكتلة الديمقراطية إلى الكتلة الحداثية، بدل الانجرار وراء مساعي الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران.
ودعا لزرق إلى تكوين حركة تضم كل القوى الحداثية المؤمنة بالتغيير، والتي لها فعل في المجتمع أو القادرة على ممارسة ذلك الفعل، حيث لا يستثنى منها بصورة مسبقة أي طرف من الأطراف، إلا القوى التي تضع نفسها خارج التكتل الحداثي.
وأوضح لزرق أن “بناء الغد لا يكون بالأنانية والسياسة لا تمارس بالأحقاد، بل بالحكمة والتبصر لمواجهة النكوص وضمان ديمقراطية متواصلة تعبد الطريق لترسيخ الحداثة وتقوية المؤسسات”، مردفا أن “هذا المسار الصعب يتطلب منا إدراك أنه حان الوقت لخوض معركة قوية، مع دعاة العدمية وقوى الرجعية التي جعلت المشهد السياسي يسيطر عليه الانحراف الفكري والانحطاط الثقافي والانتهازية المفرطة.
