اليأس يدفع الصحراويين في مخيمات تندوف إلى الارتماء في أحضان الإرهاب

أكد الموقع الإخباري الأوروبي (أوراكتيف) أن مناخ عدم الاستقرار يسود منطقة الساحل وشمال إفريقيا بسبب انتشار الشبكات الإرهابية.

وأوضح الموقع في تحليل للوضع الأمني للمنطقة نقلا عن محمد الشيخ بيد الله رئيس مجموعة الصداقة المغرب – الاتحاد الأوروبي بالبرلمان المغربي، أن ” حدود المغرب أصبحت تحت ضغط كبير “، مشيرا إلى أن المملكة تضطلع بدورها من خلال تكثيف جهودها لمحاربة الإرهاب.

وأكد الرئيس السابق لمجلس المستشارين في هذا الصدد أن قرب مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري من الصحراء المغربية مشكل كبير.

وحذر قائلا ” القرب الجغرافي، الذي ينضاف لانعدام أي رؤية لصحراويي هذه المخيمات لمستقبلهم، تمكن (داعش) من التقرب إليهم بسهولة “، مذكرا بأن الجزائر تعيش التطرف منذ سنوات، وهو ما يمثل خطرا حقيقيا على المنطقة بأكملها.

ووصف من جهة أخرى التعاون الأمني بين المغرب والاتحاد الأوروبي ” باللافت للنظر “، وخاصة مع فرنسا وإسبانيا وبلجيكا.

وشدد على أن الاتحاد الأوروبي، بوصفه شريكا، عليه مساعدة ودعم المغرب في جهوده الرامية إلى الحفاظ على وضعه بصفته البلد الوحيد في المنطقة الذي ينعم بالاستقرار.

ونقل موقع (أوراكتيف) أيضا شهادات للنائب الأوروبي جيل بارنيو الذي لاحظ أن البلدان العربية كالمغرب تواجه التهديدات الإرهابية لداعش، داعيا إلى تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لمواجهة هذه التهديدات.

وبالنسبة للسيد بارنيو، فإن الاستقرار الذي تعيشه المملكة خاصة في جهة الصحراء يشكل اليوم أحد الأسباب التي يجب أن تدفع الاتحاد الأوروبي لمساعدة المغرب للحفاظ على هذا الاستقرار.

وقال ” من خلال مساعدة المغرب على الحفاظ على استقراره، سنساعد على استقرار المنطقة (..) سنساعد الصحراويين للالتحاق بذويهم، لأننا اليوم لدينا عائلات في مخيمات تندوف مشتتة منذ سنوات “.

وسجل من جهة أخرى، أن ساكنة الأقاليم الجنوبية تعيش في أمن وطمأنينة (..) في حين تشبه مخيمات تندوف سجونا حيث يعيش الناس محرومين من التنقل والعيش بشكل طبيعي “.

وأعرب السيد بارنيو عن أسفه للغياب التام للتعاون من قبل الجزائر من أجل البحث عن حل للنزاع المفتعل حول الصحراء. وقال ” هناك رسالة أريد أن أوجهها إلى الجزائر : الحرب الباردة انتهت، لا يمكننا البقاء حبيسي هذه المرحلة “.

ونقل (أورأكتيف) الذي قام بزيارة لمدينة السمارة، شهادات لممثلي قبائل صحراوية والمجتمع المدني من بينهم المهدي بهدي الذي أكد أن الحياة اليومية عادية وأن الادعاءات المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان سببها الدعاية التي تقف وراءها الجزائر “.

وأكد أن ” هذه الأرض هي وطننا ونحن مقتنعون أننا مغاربة “.

وتجدر الإشارة إلى أن النزاع بخصوص ما يسمى “الصحراء الغربية”، هو في الأصل نزاع مفتعل مفروض على المغرب من طرف الجزائر التي تمول وتأوي جبهة “البوليساريو” على أراضيها بتندوف.

وتطالب “البوليساريو”، المدعومة من طرف السلطات الجزائرية، بخلق دولة وهمية بالمغرب العربي. وهذه الوضعية تعرقل جميع الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة