رغم تكوينه الاقتصادي ونجاحه في صناعة أفلام استهلاكية بفضل حسه التجاري، وسعيه إلى الربح، مما جعل منه منتجا ومخرجا داهية، إلا أن سعيد الناصري لا يرتبط بشكل وثيق بالسوق والقفة، ولا يأبه بأثمان الخضر والأسماك في شهر رمضان، ويترك التدبير المالي للزوجة.
يقر “البانضي” بشكل تلقائي في دردشة مع “آخر ساعة” في عددها الصادر نهاية الأسبوع الحالي بأنه لا يعلم شيئا عن الأسعار سواء في رمضان أو غيره، ويقسم الناصري قائلا “والله العظيم وتسولني عن ثمن البيضة الواحدة ماعرفها”.
يضيف الإطار البنكي، الذي هجر الوظيفة واتجه إلى الدراما والأعمال التلفزية، بعدما صنع اسما فكاهيا في بداية التسعينات، أن لا علاقة له بالتسوق في شهر رمضان الأبرك، وأنه يترك كل ثقل القفة على كاهل زوجته، لكنه بالمقابل، يبقى قريبا من نبض الناس البسطاء، وبالتالي فإن التذمر من ارتفاع اسعار المواد الغذائية في شهر الصيام، تصله على الدوام، وغالبا ما يلمسه في شكايات كثير من المواطنين.
رغم ابتعاده عن أجواء التسوق والأسواق، إلا أنه يرى أن السلوك الاستهلاكي تغير لدى المغاربة في العقدين الأخيرين، ويضيف “زمان، كانت تخرج الوالدة في الصباح تتسوق لليوم الواحد وتقول ليوم الغد الله يسخر فيه، أما اليوم فأغلب المغاربة صاروا يتسوقون بالجملة، ليخزنوا المؤونة، ولتدبيرها وفق شهر كامل”.
في سؤالنا عن نظام وعادات الأكل في شهر رمضان، أجاب سعيد “عاداتي في الأكل مثل باقي الناس، أبدأ بقهوة وشوية ديال الحريرة وتميرات وشوية ديال الشباكية والله يجعل البراكة”. رغم نهمه السينمائي والتلفزي، وعدائه للقرصنة، حتى ولو تطلب منه الأمر القيام بدوريات تفتيش عن أفلام مقرصنة لأعماله في درب غلف، فإنه يتحول إلى شخص عقلاني ومتزن فيما يخص الاستهلاك في رمضان، ويقول الناصري “الناس مخطؤون، شهر رمضان ليس مخصصا للأكل وكثرة المصاريف، الأكل الحقيقي في رمضان هو العبادة والتقرب من الله”، والمغزى من الصيام هو الإحساس بالناس التي لا تجد أكلا في الأيام العادية”. ومضى الناصري قائلا “إلا كنتي أتبدى ضرب في الماكلة وتحط في الشواء والناس آخرين مساكن ملاقين والو هذا يسمى من التبذير”.
في رمضان تحول صاحب فيلم “الحمالة” إلى منظر لـ”اشتراكية رمضانية”، إذ دعا سعيد الناصري إلى التفكير في قفة الناس الفقراء والمعوزين”، وقال: “يجب أن نحاول تقليص محتويات قفتنا، زولما لا تقسيمها على الناس المحتاجين، وكل واحد كياكل شوية”، هذا هو البعد الرمضاني في الحقيقة، يؤكد الفنان الكوميدي.
في يوم صيام عادي، يتوزع برنامج “العوني” على قضاء أغراضه المهنية في مكتبه، مع الحرص على أداء صلاته في الوقت، إذ يعود إلى بيته مع صلاة العصر، يرتاح قليلا حتى آذان صلاة المغرب، يتناول وجبة الإفطار ويذهب إلى صلاة العشاء والتراويح.
عن أجواء رمضان بين الأمس واليوم، يقول سعيد إن “أصبح الناس يتخاصمون كثيرا ويتسابون بحلا صايمين بالجميل، يعني كأنهم ليسوا صائمون شهر رمضان كشهر الغفران والتسامح والتقرب إلى الله عز وجل”.