كشف المعهد الدولي للدراسات حول السياسات الغذائية، الذي يعد أكبر تقرير دولي ذي مصداقية حول السياسات الغذائية في العالم، مؤشرات لافتة للانتباه، حول عدد من الآفات الصحية المنتشرة في صفوف المغاربة، كما يضع البلد ضمن قائمة الدول التي يتربص بها شبح استنفاد مواردها الغذائية.
وفي هذا الصدد أكد التقرير، أن 23 في المائة من المغاربة يعانون الوزن الزائد أي السمنة، و15 في المائة من المغاربة أقزام أو يعانون قصرا مرضيا في قاماتهم، محتلين بذلك الرتبة 45 وسط 132 دولة، وهو مؤشر، يبقى متوسطا وغير مقلق حسب معدي التقرير.
وأورد التقرير ذاته أن 11 في المائة من المواليد الجدد بالمغرب لا تتعدى أوزانهم 5 كيلوغرامات، وأكثر من 33 في المائة من النساء المغربيات الموجودات في سن الإنجاب يعانين سوء التغذية وفقر الدم (الأنيميا)، مشيرا إلى انخفاض شريحة النساء اللائي يرضعن أطفالهن بالمغرب طبيعيا، فنسبتهن لا تتجاوز 28 في المائة.
ومن الآفات المرضية التي تنتشر بالمغرب أيضا، وفق التقرير الدولي حول السياسات الغذائية في العالم، انتشار السمنة، إذ يعاني 22.3 في المائة من المغاربة الوزن الزائد، وداء السكري، الذي يصيب 13.5 في المائة من السكان البالغ عددهم الإجمالي وفق آخر إحصاء حوالي 34 مليونا.
ووضع التقرير الجديد، المغرب ضمن لائحة 98 بلدا في العالم، مواردها الغذائية يتهددها العجز، وفي لائحة 35 بلدا يعاني فيها البالغون فقر الدم والسمنة وأمراض القلب والشرايين والسكري، وهي اللوائح التي وضعت استنادا على نتائج قياس أربعة معايير، هي عدد السعرات الحرارية التي يستهلكها كل فرد، ومدى التزود بالمياه الصالحة للشرب، ومستوى خدمات التطهير والصرف الصحي، وأمد الحياة لدى الجنسين.
وفي ما يخص العالم أجمع، كشف التقرير أن ثلث سكان العالم يعانون سوء التغذية أو زيادة الوزن ما يؤدي لزيادة معدلات تفشي الأمراض والضغط على الخدمات الصحية.
وفي هذا الصدد، يأتي سوء التغذية في عدة صور منها بطء نمو الأطفال والقابلية للعدوى للذين لا يحصلون على قدر كاف من الغذاء إلى جانب السمنة وأمراض القلب وداء السكري ومخاطر الإصابة بالأورام للذين يعانون زيادة الوزن أو الذين تزيد في دمائهم معدلات السكر أو الملح أو الدهون أو الكوليسترول.
وحسب معدي التقرير، يقف سوء التغذية وراء نصف حالات وفيات الأطفال دون سن الخامسة في أنحاء العالم، كما يأتي سوء التغذية جنبا إلى جنب مع فقر النظام الغذائي مسببا أول لظهور الأمراض.
عن جريدة الصباح