انتشر مؤخرا فيديو لسيدة مغربية مسيحية، توضح فيه أنها مسيحية الديانة ولكن ليست أجنبية كما يتبادر الى ذهن أغلب المغاربة عندما يسمعون كلمة مسيحي، بل ولدت لأبوين مغربيين، ونشأت وترعرعت في بلدها المغرب ولا تختلف عن المغاربة في ارتباطهم واعتزازهم ببلدهم وتشبتهم بعاداتهم، تختلف عنهم في الدين فقط.
شخصيا استحسنت الفكرة لأنه أن تكون مغربيا ليس بالضرورة أن تكون مسلما كما هو شائع عند الأغلبية، ومن حق الأقليات أن يخرجوا للعلن ويتحدثوا عن انتماءاتهم ودياناتهم… ولهم كامل الحق في الدفاع عنها والمطالبة بحقوقهم.
أن تكون مسلما او مسيحيا او يهوديا او لا دينيا يفترض أن تعامل على أساس أنك مغربي وفقط، لأن الدين لله والوطن للجميع، والدين شيء خاص بين العبد وربه، ولكل شخص الحق في تغيير دينه وإقامة شعائره طالما انه لا يؤذي الاخر ولا يجبره على تتبع دين معين أو إقامة شريعة معينة.
لكن للأسف الفيديو الثاني لسيدة أخرى مغربية مسيحية جاء مخيبا، فالسيدة في الفيديو لم تكن تسعى للتعريف بأقلية أغلب المغاربة يجهلون تواجدها او يتجاهلون، لم تطالب باحترام هذه الأقلية والدعوة للتعايش معها. بل كان الفيديو دعوة صريحة لاعتناق المسيحية، كان مليء بالانتقادات للإسلام والمسلمين، كانت لا تختلف عن مشايخ وفقهاء الفضائيات المسلمين، الذين لا يريدون أن يتعايشوا مع المختلفين معهم بل يريدون أن يجعلوا من الاخرين نسخا منهم. يتحدثون كأن مفاتيح الجنان بين أيديهم وبأن من يخالفهم و يختلف معهم سيصلى الجحيم.
لا أحد له الحق في منعك من تغيير دينك ولا أحد له الحق في منعك من التعريف به، وكل من يخالفك يجبر على احترامك والتعايش معك، لكن ليس من حقك أن تستهزئ بمعتقدات الاخر ولا ان تقلل منها، ولا أن تعتبر أنك تتفوق عليه بذلك الدين الذي قد تكون اخترته أو وجدت اباءك عليه.
مشكلتنا أننا لا نستطيع أن نرى إلهنا خارج معابدنا، بحيث كل فرقة منا تحصر الله في معبدها وكتبها، لكن الحقيقة التي يصعب علينا تصديقها والاقتناع بها أن الله للجميع، وبأن الإنجاز ليس في أن تدين بالإسلام او المسيحية وغيرها، الإنجاز الذي يحق لك أن تفخر به هو عندما تكون إنسانيا. وكما قال عبد الرزاق الجبران ” الله لا ينظر إلى المعبد وانتسابه أكان مسيحيا أم زرادشتيا، الله ينظر الى الفعل وانتسابه أكان متوحشا أم إنسانيا؟ الله لا يحسب نوع البناء وقمته ناقوس أم مئذنة ،الله يحسب نوع الأيادي وقبضتها، فأس أم وردة؟ الله لا يحسب نظافة البناء وطهره، معبد أم حانة؟ الله يحسب نظافة القلوب وطهرها”.
و ماذا فعلت بحدّ الردة ؟
سيتهموك الشيوخ ~كهنة الإسلام بالتحريض على الردة. وأنت تعلمين كيف ا بتدعوا هذا المفهوم والعقوبة المناسبة(القتل أو الإستثابة…ثم القتل! كما يفسّره دجّالهم الأكبر، أو شيخ الإجرام إبن تيمية و أتباعه).
حسب بعض المؤسسات التبشيرية الغريية التي ترصد انتشار المسيحية في إفريقيا الشمالية، وصل العدد في المغرب إلى حوالي المليون في المغرب في الخمس سنوات الفارطة فقط! و تجاوز الميلونين في الجزائر. أمّا الإلحاد فالأرقام مضاعفة على امتداد الشّمال الإفريقي.
الحمد لله على حرّية الإعتقاد! من شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر! و كلّ هاذا كان متوقعاً لعقم الخطاب الديني و انتشار الو هّابية المقيتة بفضل الپترودولار النّثن. و هذه أكبر قنبلة تتهدّد هذه المنطقة في القريب! أتمنى أن يُسنَّ قانون ضد التبشير على الجميع une sorte de Loi Anti-Prosélytisme
للحدّ من إنتشار تخدير عقول الشّباب بهاؤلاء الدّعاة، خارج الزمان والمكان، والذين أصبح عددهم يفوق بكثير عدد المؤمنين.
دمت بخير.
أحمد
فاتقوا الله ودافعوا عن دين الله فالله يقول في كتابه الكريم ان الدين عند الله الاسلام ويقول عزة من القائل اليوم أكملت لكم دينكم أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دين و هذا الدين يبعث الله في كل مئاةسنة من يجدد لهذه الأمة دينها وأقول مرة أخرى فإن الله متم نوره ولو كره الكافرون الدين يريدون أن يطفئ نور الله بافواههم و السلام على من اتقى.
السلام عليكم و ر حمة الله،
سؤال بسيط: من هم الأربعة عشر مجدد لهاذا الدين مند 14 قرن و من هو المجدد الحالي في نظرك الكريم ؟ و أين يتجسد تجديدهم في هذه الامة المسكينة المتشردمة ؟ لا تجازف بالآيات القرآنية وحاول تدبرها. فأنت تتكلم وكأنك تملك حقيقة لا يعلمها الناس. إقرأ ديوان سيدي عبد الرحمان المجدوب. كان رحمة الله عليه، يتكلم في هذا السياق ولكن بزجل و أشعار راقية و في صميم الواقع!
رافقتك السلامة.
هايدلبرڭ
أحمد