رمضان هذه السنة لم يكن رحيما بنا، انفجارات كثيرة هزت أماكن مختلفة اخرها انفجار بالقرب من المسجد النبوي بالمدينة المنورة. المكان الذي يجمع المسلمين على قدسيته باختلاف طوائفهم ومذاهبهم.
أغلب المسلمين اعتبروا أن الأمر مؤامرة وحتى إذا كان المنفذ مسلم فالمدبر لا يمكن أن يكون مسلما، لكن إذا عدنا بالتاريخ الى الوراء سنجد أن الأماكن المقدسة عرفت احداث دموية كثيرة على يد مسلمين قبل تواجد أمريكا وإسرائيل والمؤامرات الأجنبية. فموقعة الحرة التي كانت بسبب نقض أهل المدينة لبيعة معاوية فأرسل معاوية جيشا حاصر وقتل العديد من الصحابة والأنصار والتابعين والأطفال والنساء. وبعدها ضربت الكعبة بالمنجنيق من طرف المسلمين. وقبلها قتل الحسين بن علي حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه في حادثة كربلاء على يد مسلمين أقاموا صلاة الصبح ورددوا وصلوا في التشهد على محمد وعلى الله وما ان فرغوا من الصلاة حتى باشروا في قتل أل محمد.
والتاريخ الحديث أيضا سجل حوادث في الحرم على رأسها حادثة احتلال الحرم المكي من طرف مسلحين سنة 1979، وانفجارات مجاورة للحرم سنة 1989.
فلا يمكننا أن ننفي صفة الإسلام على المنفذ او المدبر، وحتى التنديد بما حدث وتبرئة الإسلام منه واعتبار أن داعش لا تمثل الاسلام لم يعد كافيا، فقد حان الوقت للقيام بثورة على إسلام الشيوخ المخالف لما أنزل الله ومراجعة كتب التراث وتمحيصها، فلا يمكن أن نتبع شيخا ندد بما حصل في المدينة أو في غيرها ولكن في الوقت ذاته يفتي بقتل من غير دينه ويصرح بتكفير من اتبع مذهبا مخالفا. لا يمكن أن نتبع شيخا ندد بما حدث في المدينة لكن قد يرى أن ما حدث لمن يخالف دينه او مذهبه في مكان ما من العالم “نال ما يستحق”، فمن يسأل عن مذهب الضحية أو دينها او لونها وجنسها هو قاتل من نوع اخر.
الإرهاب والفكر المتطرف لا يحارب بالتنديد بل يحارب بالعلم والمعرفة والفن والأدب وتجفيف منابعه.