الغموض يحيط بمستقبل شفاينشتايجر إثر الهزيمة أمام فرنسا في يورو 2016

بات استنفاد باستيان شفاينشتايجر لطاقته حتى يكاد لا يستطيع الحركة على أرضية الملعب بمثابة ظاهرة متكررة في مباريات الأدوار النهائية للمنتخب الألماني في البطولات الكبرى، ولكن الفريق واجه مساء الخميس نهاية غير سارة لمشواره في كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) بفرنسا، بعد عامين من تتويجه بكأس العالم 2014 في البرازيل.

وكان شفاينشتايجر قد تحدى المشككين بل وتحدى قدراته الجسدية أملا في تقديم دور حاسم خلال مباراة المنتخب أمام نظيره الفرنسي مساء الخميس في الدور قبل النهائي من يورو 2016 ، ولكن إسهامه الأبرز تمثل في خطأ تسبب في احتساب ضربة جزاء جاء منها الهدف الأول للمنتخب الفرنسي الذي أنهى المباراة فائزا 2 / صفر.

ففي اللحظات الأخيرة من الشوط الأول، تصدى شفاينشتايجر للكرة بيده داخل منطقة الجزاء ليحتسب الحكم الإيطالي ضربة جزاء للمنتخب الفرنسي سجل منها أنطوان جريزمان هدف التقدم قبل أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 72 .

وقال يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني “لا أعرف ما إذا كانت ضربة جزاء أم لا. عند النظر إلى طريقة تعامله مع الكرة ، يبدو الأمر وكأنها لمست يد، لكنه كان حظا سيئا بشكل عام.”

وأضاف “لا يمكن إلقاء اللوم عليه، ولكنه رفع يده لأعلى، وما كان يفترض عليه ذلك. هناك بعد الحركات لا يمكن التحكم بها أحيانا.”

وأثار قرار ضربة الجزاء حالة جدل واسعة حيث يرى الكثيرون أن الارتقاء لتسديد الكرة أو التصدي لها بالرأس دون رفع الذراع يعد أمرا مستحيلا ، لكن في الوقت نفسه كان فارق ضئيل يفصل بين ذراع شفاينشتايجر ورأس الفرنسي ايفرا الذي ارتقى محاولات تصويب الكرة باتجاه الشباك.

وبشكل عام ، كان القرار يبدو قاسيا على شفاينشتايجر الذي قدم أداء مرضيا طوال 44 دقيقة قبلها وقدم دعما ملموسا بتمريراته وحاز على إعجاب الجماهير.

وفي الموسم الماضي الذي شهد الظهور الأول له مع مانشستر يونايتد الإنجليزي، عانى شفاينشتايجر من الإصابات وقد انتهى موسمه في مارس الماضي بسبب اصابته في الركبة وظلت مشاركته مع المنتخب الألماني في البطولة الأوروبية محل شك حتى اللحظات الأخيرة، رغم أنه قائد المنتخب.

وبعد مشاركته من مقعد البدلاء مكان سامي خضيرة بعد 15 دقيقة من بداية مباراة دور الثمانية أمام إيطاليا ، خضع شفاينشتايجر للعلاج من ألامه في أربطة الركبة ليشارك بعدها في مباراة الدور قبل النهائي أمس.

وقال أسطورة الكرة الألماني فرانز بيكنباور الملقب باسم “القيصر” :”جميعنا يدرك مدى قوة إرادته (شفاينشتايجر). لا تزال أمام أعيننا صورته وهو ينزف الدم من وجهه خلال نهائي كأس العالم.”

ففي تلك المباراة التي أقيمت في ريو دي جانيرو ، كان شفاينشتايجر الذي تعرض للالتحامات حتى نزف دما من وجهه ، يبدو وكأنه على وشك الانهيار في الدقائق الأخيرة حيث أظهر قوة إرادة هائلة خلال الوقت الإضافي أمام الأرجنتين.

ولكن يبدو أن هذا النوع من الجهد يكلف صاحبه ثمنا باهظا في حالة عدم تحقيق المطلوب.

وكانت صحيفة إنجليزية كتبت عن شفاينشتايجر /31 عاما/ قبل انطلاق البطولة الأوروبية “من المسلم به حاليا على نطاق واسع في بلاده ، أن اللاعب الذي تحدى ألامه وقدم أداء بطوليا ليقود الفريق إلى التتويج في كاس العالم ، بات الآن قوة متهالكة بجسد منهك أصبح أكثر عرضة للإصابة.”

وقال شفاينشتايجر عقب مباراة أمس “بالطبع ، الخروج أمر مخيب للآمال. ولكن المنتخب الألماني سيواصل المضي قدما في طريقه بالتأكيد.. مثلما قلت قبل البطولة، لا أفكر بالأمر (البقاء مع المنتخب). لقد قدمت كل ما لدي من طاقة في هذه البطولة.”

وطالب أوليفر بييرهوف مدير المنتخب الألماني كل الأطراف بالتمهل في اتخاذ القرارات ، وصرح قائلا “بعد مثل هذه الفترة، الجميع يحتاج إلى الوقت والمجال (للتفكير)، وبعد سنرى ما يحدث.”

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة