التغيرات المناخية تفرض تفكيرا جماعيا لتقليص تأثيرات الصناعة السياحية على جودة المناخ

أكد لحسن حداد وزير السياحة ، اليوم الإثنين بالدار البيضاء ، أن التغيرات المناخية بالمنطقة المتوسطية تفرض تفكيرا جماعيا وعميقا لمواجهة التحديات المتعلقة بتقليص التأثيرات السلبية للصناعة السياحية على جودة المناخ .

وقال الوزير في كلمة خلال انعقاد ، الدورة الرابعة لندوة وزراء السياحة للحوار المتوسطي ( 5 + 5 )، إن بلدان هذه المنطقة مطالبة ببذل مزيد من الجهد في هذا المجال ، موضحا أن الصناعة السياحية ، التي تعتبر ضحية التغيرات المناخية وفي الوقت ذاته عاملا من عوامل الاضطرابات المناخية ، ينبغي أن تتلاءم مع التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة والعالم برمته .

وحسب الوزير ، فإن بلدان الحوار المتوسطي ( 5 + 5 ) مطالبة بتشجيع ودعم القطاع السياحي لجعله أولوية وطنية باعتباره المساهم الأول الحقيقي في أهداف التنمية المستدامة ، مع العمل في الوقت ذاته على تعبئة جميع الإمكانيات المتاحة ليكون هذا القطاع حاضرا في النقاشات والتوصيات المتمخضة عن تظاهرات جهوية ودولية .

وفي خضم إيجاد أجوبة وحلول لكل الإشكاليات المتعلقة بالتغيرات المناخية ، يضيف الوزير، فقد جرى اختيار موضوع ” السياحة والتغيرات المناخية ” كشعار للدورة الرابعة ل ( حوار 5 + 5 للسياحة ) ، وذلك بعد الاتفاق التاريخي بباريس حول المناخ خلال مؤتمر ( كوب 21 ) ، وقرب انعقاد مؤتمر ( كوب 22 ) بمراكش .

وبعد أن ذكر بقرب انعقاد اجتماع الأطراف المتوسطي حول المناخ المزمع تنظيمه بمدينة طنجة ، أبرز أن الدورة الرابعة لندوة وزراء السياحة لحوار المنطقة المتوسطية الغربية ( 5 + 5 ) تشكل مناسبة لتشجيع تعبئة الصناعة السياحية لكي تساهم في الالتزامات الدولية المتعلقة بالمناخ .

وبخصوص التجربة المغربية في هذا المجال أبرز السيد حداد أن المملكة المغربية جعلت موضوع الاستدامة في قلب الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحة ” رؤية 2020 ” ، والتي تروم جعل المغرب وجهة مرجعية في التنمية السياحية المستدامة ، بحوض البحر الأبيض المتوسط ، على أساس نموذج مغربي لتدبير دائم للمنظومات الإيكولوجية يأخذ بعين الاعتبار الإكراهات المائية والطاقية .

وذكر في هذا السياق بأن المغرب التزم بكل قوة منذ أكثر من عشر سنوات ، لجعل السياحة المستدامة من بين الأولويات في أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة .

وقد شارك في هذه الندوة ، التي توجت بالتوقيع على إعلان الدار البيضاء حول السياحة والتغيرات المناخية ، وزراء وممثلو بلدان تقع بمنطقة غرب المتوسط وسفراء .

وناقشت هذه الندوة العلاقة المعقدة بين العوامل المناخية والأنشطة السياحية ، والحاجة إلى التقليل من انعكاسات هذه العوامل في محيط بيئي هش .

وتجدر الإشارة إلى أن ( حوار 5 زائد 5 ) يضم 10 بلدان تقع بضفتي المتوسط ، وهي المغرب وموريتانيا وتونس والجزائر وليبيا ، وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال .

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة