أسماء بن العربي تكتب عن: التراويح وصيام شوال والأضحية وأشياء أخرى

يُجمع أغلب المسلمين على أن الإسلام يقوم على خمس: الشهادتان، الصلاة، الزكاة والصوم، ثم الحج لمن استطاع إليه سبيلا. والفرض في الإسلام هو العمل الواجب الذي يؤجر فاعله ويأثم تاركه، في حين أن السنة هي ما يؤجر فاعلها ولا يأثم تاركها، لكن في الوقت الحالي نجد أن بعض السنن أخذت مكان بعض الفرائض وأصبحت معيارا للتدين، حيث يحرص الناس على إقامتها أكثر من حرصهم على إقامة الفرائض.

في رمضان تعتبر صلاة التراويح من السنن التي يحرص الكثير من الناس على إقامتها، وهو شيء جميل بالتأكيد، لكن حين تعتبر نفسك أكثر إيمانا ممن لم يصلها أو ممن صلى بعض الركعات فقط، وترى أنه يحق لك أن تترك المسجد فارغا لتُغلق شارعا أو تصلي أمام محل أو مدخل وتتسبب في تأخير مصالح عدد كبير من الناس فعن أي ثواب تبحث؟ وما الثواب الذي ستناله عندما تصر على صيام ستة أيام من شوال كأن صيامك لرمضان لا يقبل اذا لم يتبع بصيام أيام من شوال حتى لو كان ذلك على حساب صحتك وإجهاد نفسك، وهذا مادفع بالعديد من الأئمة إلى الافتاء بكراهية صيام الست من شوال كما جاء في كتاب الموطأ للإمام مالك (وصوم ستة أيام من شوال لم أر أحداً من أهل العلم والفقه يصومها، ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف، وأن أهل العلم كانوا يكرهون ذلك ويخافون بدعته، وأن يُلحِق برمضان أهل الجفاء والجهالة ما ليس منه، لو رأوا في ذلك رخصة عند أهل العلم ورأوهم يعملون ذلك) [الرقم 228 الجزء الأول].

أضحية العيد بدورها من السنن، لكن نجد من لا يقيم أغلب الفرائض ولكن يحرص على شراء أضحية حتى لو لم تكن له القدرة المالية، متناسيا أن الله لايكلف نفسا إلا وسعها وبأن الفرائض تسقط اذا كان الشخص غير قادر على القيام بها، فما بالك بالسنن. وفي الوقت ذاته من يملك الإمكانيات المادية واختار عدم شراء أضحية يُقلل منه الاخرون ويعتبرون أن تدينه ناقص، في حين يُفترض أن لا نحكم على تدين الأخر حتى لو ترك فرضا، ببساطة لأن الله هو من له الحق في ذلك.
الختان هو الاخر يعتبر مجتمعيا من ركائز الدين ولا يناقش وشرط أساسي للإسلام، فنجد حالات يتفق فيها الوالدان على عدم اخضاع طفلهم لعملية الختان يتلقون في الغالب معارضة من العائلة ومن المجتمع . والاسوء من ذلك أن حتى من دخل الإسلام وهو راشد ومستعد للقيام بالأركان الخمس يجد نفسه مضطرا للختان حتى يكتمل إسلامه، رغم أن القران لم يأمر بذلك ولا يعتبر شرطا من شروط الإسلام.
تدينك قبل كل شيء هو شيء خاص بينك وبين خالقك، ولك كامل الحق في ممارسة شعائرك، لكن تذكر أن الله يريد بك اليسر لا العسر، فلله طرق بعدد أنفاس الخلائق، فلا يمكن أن نحصر الطريق إليه في ختان طفل او تقصير ثوب. فالله غني عنهم، والطريق إليه أسهل مما ترسخ في أذهاننا ومما ينشره المشايخ، كما جاء في تدوينة للأستاذ محد مسفر (..لم يشرع لنا من العبادات الا ما ينفعنا في مواجهة ما هو آت..ولو راجعنا عباداتنا ونسكنا التي نظل عليها عاكفين. لوجدنا ان تسعين في المائة منها من اختراعنا ولو عدنا الى كتاب الله لوجدنا اننا نعبد الله بما لم ينزل به علينا سلطانا.. ونحسب اننا نحسن صنعا…).

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة